حمد الكنتي

أنت (البراند)!

لدينا حالة تحدث كثيرًا، وهي حيرة البعض بين تسويق نفسه ومخافة الغرور! ولهذا قد تكون لدى الشخص إمكانات كثيرة، ولكنه يخجل من إظهارها مخافة ان يتهم بالغرور! أو أن يتعرض للتحطيم!

ولأننا في زمن التسويق أصبح كل شيء يمكن أن يكون علامة تجارية يسوّق نفسه أمام الجميع؛ ولذلك فإننا نشاهد اليوم نجوم ونجمات مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يقومون بتسويق أنفسهم ومنتجات الآخرين؛ حتى أصبحوا رموز يشار لهم بالبنان في هذا المجال.
وهذا ملهم حقًا لكل مبدع أو مبدعة لديهم الكثير من القدرات الإبداعية في أي مجال من المجالات أن لا يختبئوا خلف أستار الخجل، أو يندسوا خلف مبرر التواضع المذموم! أو يتعذروا مخافة اتهامهم بالغرور! أو خوف أن يزعجهم البعض بالتحطيم! إلى آخر ذلك من المبررات التي عليهم تجاوزها بكل ثقة نحو إعلان تميّزهم، وتبييّن قدراتهم، وتوضيح إمكاناتهم، وتسويق إبداعاتهم في كل مكان، فهم (براند) متميّز يسير على وجه الارض.
وخصوصًا في مواقع التواصل الاجتماعي مهم أن يعتني المبدع أو المبدعة بكل ما ينشر فيها، حيث تُشكل فرصة كبيرة في تسويق الكاتب لكتاباته، والشاعر لقصائده، والفنان لأغنياته، والرسام لرسوماته، والمصمم لتصاميمه.. إلى آخر تلك الأعمال المتنوعة، والفنون المختلفة، حيث أضحى الوصول للجمهور أسهل من ذي قبل، وفيها يسّوق الإنسان نفسه بشكل سهل يساعده في انتشار له آفاق واسعة.
ولقد كتبت مقالًا سابقًا عنوانه (سوّق مقالك) تحدثت فيه عن تسويق الكاتب لمقالاته، وهو موجود على صفحة مقالاتي في صحيفة مكة.

وكما تقول العرب: (منظرك يرفعك قبل جلوسك، ولسانك يرفعك بعد جلوسك)، وكما قال أفلاطون للشاب المزهو بجماله: (تحدث كي أراك)، فكيف يعرفك الناس إذا لم تتحدث، وكيف يتعرفون على قدراتك إذا لم تتحدث عنها، وتبرز إنجازاتك فيها.
فاليوم كل شيء يستدعي التسويق لكي يهتدي الناس إليك، وتجلب الفرص لنفسك، في عالم لا يقبل إلا بالقويّ القادر على صناعة المعجزات بكل خطى واثقة.
ولن تتطور إذا لم تسوّق نفسك، فبه تسمع الرأي الآخر، وتتلقى النقد الذي يطور من قدراتك، وتجد النصيحة التي تصوّب أخطاءك، “فنصف عقلك عند أخيك” كما يقال؛
وبهذا النقد والتوجيه تنمو بشكل أفضل، وكلما صقلت نفسك أكثر، وواصلت بناء ذاتك كعلامة تجارية كلما زادت فُرصك بشكل أمثل، وكما قال المفكر مالك بن نبي: (ابذر بذورك فسيأتي المطر وينبت الزرع).
وعليك أن تعي أن التسويق قد لا تأتي نتائجه سريعًا، وهذا يعني عدم اليأس، ومواصلة تسويق إبداعاتك بشكل دائم، حتى تصل ذات يوم إلى ما تريد فلا تستعجل قطف الثمار.

حكمة المقال:
كلما سوّقت نفسك أكثر كلما زادت ثقتك بنفسك، وزاد احتفاؤك بإنجازاتك، وزادت ثقة الناس بك، وزادت جودة ما تقدم من إبداع مختلف يجعل الحياة أكثر ثراء وبهجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى