أشارتْ ولمْ تَلْبَثْ وكنتُ أُفَكِّرُ
أَتُوحِي إلى بدءِ العذابِ فيُؤْمَرُ ؟
أَتُوحِي إلى بدءِ العذابِ فيُؤْمَرُ ؟
هناكَ على التَّوبادِ ليلاكَ صَخْرَةٌ
ومَثَّالُها أعْمى وقيْسٌ وعنتَرُ
ومَثَّالُها أعْمى وقيْسٌ وعنتَرُ
كأَنَّا على جُرْفِ الزَّمانِ دِيارُنا
وإِنَّا على خَرْقِ السفينةِ نَعْبُرُ
وإِنَّا على خَرْقِ السفينةِ نَعْبُرُ
وليسَ على بابِ الخريطةِ حارسٌ
فلمْ يرتَجِفْ من هولِ حشدكَ قيصرُ
فلمْ يرتَجِفْ من هولِ حشدكَ قيصرُ
عليكَ بهمْ إنْ كانَ بعضكَ خائفاً
تَحَصَّن ببعضٍ لا تَخَفْ وَ سَتُنْصَرُ
تَحَصَّن ببعضٍ لا تَخَفْ وَ سَتُنْصَرُ
وَجِدْ مشرباً عذباً مَنابِعُهُ ولا
تَهُنْ ملح هذا البحرِ فيك يُكَوْثَرُ
تَهُنْ ملح هذا البحرِ فيك يُكَوْثَرُ
*****
يَمُرُّ الفتي الضوئِيُ منكَ فَيُكْسَرُ
ويمشي كظلٍّ يَحْتَويكَ فَيَكْبرُ
كأنَّ – الرُّؤى فرشاةُ فرعونَ هَيَّأتْ
له البحرَ أرضاً – والمَصَارِعَ معبرُ
له البحرَ أرضاً – والمَصَارِعَ معبرُ
هو الشِّعْرُ لا يحيا بأر ضٍ عقيمةٍ
ومِحْبَرَةٍ رِيشاتُها تَتَحَجَّرُ
ومِحْبَرَةٍ رِيشاتُها تَتَحَجَّرُ
فلا سترَ الجِنِيُّ عورةَ آدمٍ
ولا انتبهتْ حوَّاءُ أنَّكَ مُبْصِرُ
ولا انتبهتْ حوَّاءُ أنَّكَ مُبْصِرُ
و يبْدو لَكَ التَّمثالُ صفحةَ شاعرٍ
تشكِّلُهُ أنثى وطِينُكَ مَرْمَرُ
تشكِّلُهُ أنثى وطِينُكَ مَرْمَرُ
وهالةُ عينيك اللتين إليهما
سَعَتْ لغةٌ عجماءُ – حينَ تُفَسَّرُ ..
سَعَتْ لغةٌ عجماءُ – حينَ تُفَسَّرُ ..
هيَ البحرُ في أحشائهِ الدُّرُّ كامنٌ
وفِي مجمعِ البَحْرينِ رُوحُكُ تَسْهَرُ
وفِي مجمعِ البَحْرينِ رُوحُكُ تَسْهَرُ
فَكُنْكَ وقدْ خُلِّقْتَ من لغةٍ إذا
حناجِرُهم جَفَّتْ فصَوْتُكُ أخْضَرُ
حناجِرُهم جَفَّتْ فصَوْتُكُ أخْضَرُ
لِيَهْمي كما يهمي السَّحابُ بَشَائرا
على عطشِ المعنى وفَيْئُكَ مُسْكِرُ
فَسُكْرٌ بلا حَدٍّ ولَذَّةُ شاربٍ
إذا شَطَّ سَاقِيهِ فقَدْ يَتَحَرَّرُ
إذا شَطَّ سَاقِيهِ فقَدْ يَتَحَرَّرُ
يقومُ بلا وعيٍ ويَسْقُطُ صاحِياً
وتَنْكَسِرُ الدُّنْيا ولا يَتَكَسَّرُ
وتَنْكَسِرُ الدُّنْيا ولا يَتَكَسَّرُ
ترى بعدَها الدنيا تَشِفُّ ثيابُها
وَيَشْتَبِهُ المعنى عليك فتُزْهِرُ
وَيَشْتَبِهُ المعنى عليك فتُزْهِرُ
غيابا شَهِيَّاً لا حُضُورَ يُعِيقُهُ
صَحَوْنا إلى أنْ مَلَّ سِرٌّ ومَخَبَرُ
صَحَوْنا إلى أنْ مَلَّ سِرٌّ ومَخَبَرُ
فهلْ عَالمٌ لا وَعْيَ فيهِ مُخَلِّصٌ
يُخدِّرُنا نحيا هناكَ ونُقْبَرُ
يُخدِّرُنا نحيا هناكَ ونُقْبَرُ
لماذا هنا ؟ .. لمْ نُسْتَخَرْ ونفوسُنا
إلى المُتَنَبِّي في المجاهلِ تُبْحِرُ
إلى المُتَنَبِّي في المجاهلِ تُبْحِرُ
علي قلقٍ لا ريحَ تحملُ غُصَّتيِ
ولا هُدهدٌ يُنْبي بكَسري فَيُجْبرُ
ولا هُدهدٌ يُنْبي بكَسري فَيُجْبرُ
أقومُ بِلَيْلي يَمضغُ الفجْرُ خَيْطَهُ
فهل تُجْزِىءُ الأشعارُ والحرفُ خِنْجَرُ
فهل تُجْزِىءُ الأشعارُ والحرفُ خِنْجَرُ
فلا كُتِبَ البيتُ المُرَصَّعُ تاجُهِ
ولا حزِنَ البيتُ الجريحُ فَيُؤْجَرُ
ولا حزِنَ البيتُ الجريحُ فَيُؤْجَرُ
يَمُرُّ الفتي الضوئِيُ منكَ فَتُكْسَرُ
ويمشي كظلٍّ يَحْتَويكَ فَتَكْبرُ
ويمشي كظلٍّ يَحْتَويكَ فَتَكْبرُ