المقالات

اللغة والكتابة ( الرمز والوسيلة)

قبل الولوج في طبيعة العلاقة بين اللغة والكتابة ، وسلامة اللغة وجودة الكتابة ، نقف على بعض المفاهيم عن اللغة والكتابة والنحو.

“اللغة هي نسق من الإشارات والرموز، تشكل أداة من أدوات المعرفة؛
أهم وسائل التفاهم والاحتكاك بين أفراد المجتمع “.
“أما ‪الكتابة : “إعادة ترميز اللغة المنطوقة في شكل خطي على الورق , .؛”‬
“والكتابة :صورة حسية للغة يتم التفاعل معها بعد عملية انتقالية تقارن بين الكلمة في حيزها المحسوس مع الصورة التي يحتفظ بها الذهن في بنيته التصورية عن المدلولات.””
“أما النحو العربي هو علم يختص بدراسة أحوال أواخر الكلمات، من حيث الإعراب، والبناء، مثل أحكام إعراب الكلمات، وعلامات إعرابها، والمواضع التي تأخذ فيها هذا الحكم.”
ويتضح من المفاهيم السابقة التالي:
* اللغة وسيلة تواصل ، حسية ( سمعية). ، لاعلاقة لها بالنحو والكتابة ، يتساوى فيها الجاهل والمتعلم ، والعربي والأعجمي.
* واللغة ( صوتية).
* اللغة فطرية تولد مع الإنسان.
* الكتابة وسيلة تواصل حسية ( بصرية)، تنقل اللغة بين المتكلم والمتلقي ،فالكتابة تالية للغة وخادمة لها، فلاكتابة بلا لغة.
* النحو علم يصحح قوام اللغة المنطوقة ، وسلامتها حين تكون مكتوبة ، علم يكتسب بالتعلّم.
الخلاصة:
لغة سليمة >نحو مكتسب > كتابة جيدة
مع اكتساب المهارات في اللغة المنطوقة ، والكتابة الجميلة لإيصال الرسالة إلى المتلقي بصورة أكثر جمالاً
مقبولة مفهومة لتحقق مكونات الاتصال الإيجابي ( مرسل ومستقبل ورسالة)
و”وسيلة الاتصال: هي الوسيلة أو الأداة التي يتم من خلالها انتقال المعلومات من المرسل إلى المستقبل وهي متنوّعة ومختلفة حسب طبيعة الاتصال أو التواصل ”
وهنا هي ( الكتابة)
وفي عصرنا الحاضر لم تعد الكتابة حاضرة بقوة ، فقد تنوعت وسائل التواصل ، تكاد تخفي الكتابة من المشهد؛
الصورة الثابتة والمتحركة.
الصوت
وغيرها من معطيات العصر ؛
وإن كنت أظن أن مفهوم الكتابة الآن اختلف ، فمن الكتابة اليدوية ، إلى استخدام الكيبورد- كما في حالنا الآن- فاختفت جماليات الخط ، وشخصية الكاتب المهارية ، ولم يعد يبرز إلاّ بعض مظاهر اللغة كالنحو والإملاء.
وهنا فالجهات الممنْهِجَة للتعليم على عتبة المسؤولية ، وأمانة الكلمة ، وعِظم الرسالة المنوطة بها لأعادة النظر في مادة الكتابة والإملاء والقراءة ، لتكثيف نصيبها من الخطة الدراسية ، لإجهاض الضعف الذي بدأ يدُبُّ بين أبنائنا ، لغةً وكتابةً ، كما أظهرته بعض الدراسات التربوية، ومنها : ضعف الطلبة في اللغة العربية:
قراءة في أسباب الضعف وآثاره، في ضوء نتائج البحوث والدراسات العلمية
إعداد
أ.د. صالح بن عبد العزيز النصار
أستاذ المناهج وتعليم اللغة العربية/ كلية التربية/ جامعة الملك سعود
والتي أشار فيها إلى:”لقـد أصـبحت ظـاهرة الضـعف في اللغـة العربيـة في أوسـاط الطـلاب والمعلمـين فضـلا عمـن
سواهم من خارج البيئـة التعليميـة، مـن الوضـوح والانتشـار بحيـث لا تخطئهـا عـين الرقيـب، ولا حاســة الباحــث، ولا يحتــاج المهــتم بهــذا الموضــوع إلى مزيـد جهــد للوصـول إلى نتــائج بحــوث أو دراسات تؤكد هذا الضعف وتحذر من تداعياته الثقافية والاجتماعية. يقول طعيمة (1998م): “إن شكوانا من ضعف أبنائنـا في اللغـة بشـكل عـام، ومـن عـدم قـدرتهم علـى التعـبير بشـكل خاص أمر لا يحتاج إلى دليل” (ص 99). وفي حقيقة الأمر، فإننا لسنا بحاجة إلى مزيد من الأدلة على الضعف العام في اللغة العربية بقـدر مـا ـن بحاجـة إلى قـرارات سياسـية وتربويـة شـجاعة لمعالجة هذا الضعف.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button