عبدالله احمد الزهراني

انتفاضة الأحرار

هل هي مصادفة أن يتزامن تظاهر الشعبين الشقيقين في العراق ولبنان ضد الفساد والطغمة الحاكمة وللمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية ؟

لم يستفد من المشروع الطائفي والمذهبي في المنطقة سوى ميليشيات وأذرع إيران في كل من العراق، ولبنان، وسوريا ولولا أن تصدت له المملكة العربية السعودية بحزم في اليمن لكانت المحافظة الرابعة سقطت في براثن المشروع الصفوي ؟ رد اللبنانيون على تجني أمين عام حزب الله ومحاولة التشكيك في دوافعهم الوطنية واستفزازه للمتظاهرين بسؤاله: من أين تمولون؟

وفي العراق دخل الثوار القنصلية الإيرانية في البصرة، وأنزلوا العلم الإيراني وأحرقوه، كما تم حرقه وإنزاله، ورفع العلم العراقي على القنصلية الإيرانية بمدينة كربلاء؟ رغم كل هذه السنوات من سيطرة المشروع الصفوي على المشهد السياسي والسلطة في العراق ومن قبله لبنان، لكن المظاهرات الأخيرة كشفت العديد من الحقائق، وفي مقدمتها تدني هذا الحضور الشيعي مقارنة بما يحاولون تسويقه وإظهاره من القوة والسيطرة والتمكن؟!

لقد أخرجت المظاهرات الأخيرة في العراق ولبنان أفضل وأجمل ما لدى الشعبين العربيين من سجايا وصفات نبيلة، ومن أهمها نبذ المشروع الطائفي والارتقاء فوق المصالح الحزبية الضيقة للالتفاف حول الهوية الوطنية.

مع شديد الأسف لا يزال التعامل مع الحقوق العادلة والمشروعة للشعبين الشقيقين يتسم بالاستخفاف والإنكار أو بالرصاص، ولا تزال محاولات التشكيك في النوايا وشيطنة المعارضين والمتظاهرين، لكنها باءت بالفشل وعلى ما يبدو أن مراكب السلطتين في العراق ولبنان جميعها تصدعت على صخرة الوعي، ولم يعد أمام المتشبثين بالمشروع الطائفي والمذهبي غير الكشف عن وجوههم الحقيقية ؟!

المتظاهرون في القطرين كسروا الهالة والتابوهات التي رسخها رجال الدين الشيعة بالأربعينيات ومواكب الأحزان والعزاء واللطم التي فرضوها طوال العام لإلهاء الناس، وتخدير وعيهم بالمظلمة المدعاة من قبل الشيعة ؟!

ختاماً
إن إرادة الشعوب من إرادة الله تعالى ولن تهزم أي قوة أو جبروت حق الشعوب في الحياة الكريمة والتحرر من الفساد والهيمنة الإيرانية والانتصار اليوم لمظلمة الشعبين العراقي واللبناني واجب على جميع الأحرار.

Related Articles

One Comment

  1. كلامك جميل ، وأحلامي وأحلامك وأحلام جميع الأحرار وردية ، وياليتها تصبح حقيقة في التخلص من هذا التغول الإيراني في العراق ولبنان تحديداً ..
    ولكن أظن والله أعلم أن هذه المظاهرات في البلدين المذكورين مجرد فقاعة مؤقتة ( وفشة غل ) وبعدها ستعود حليمة لعادتها القديمة !!!
    العراق ولبنان سيطرت عليهما إيران بتواطؤ غربي ، وبالتالي مهما حصل من مظاهرات فلن تجدي نفعاً ولن تعيد هذين البلدين العربيين إلى عروبتهما مع شديد الأسف ..
    الحل هو الدعم العربي الصادق من قبل كل العرب للعراق ولبنان ، وإفهام الغرب والضغط عليهم ، بأن العراق ولبنان يجب أن يعودا عربيان ، وإن المصالح الغربية والعلاقات الغربية لن تكتمل مالم يعود العراق ولبنان عربيان ..
    هكذا هي المواقف الرسمية التي تحرك وتدعم وتؤيد المظاهرات الشعبية حتى يتم إنجاح تلك المظاهرات وتحقيق أهدافها ، وغير ذلك لا تحلم يا أبا أحمد ولا تفرح بالفقاعات الصابونية التي ستنطفىء قريباً ، وسوف ترى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button