أنشئت الهيئة العامة للترفيه، وهي هيئة سعودية أنشئت بمرسوم ملكي.
وجاء في نص الأمر الملكي: تنشأ “هيئة عامة للترفيه”، وتختص بكل ما يتعلق بنشاط الترفيه، ويكون لها مجلس إدارة ويُعين رئيسه بأمر ملكي.كان هذا هو نص الأمر الملكي بإنشاء هيئة خاصة بالترفيه، هذا القطاع الذي أصبح الأكثر جدلاً في المجتمع السعودي وعلى أثره انقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض، ولابد من التذكير أولاً أن هذه الهيئة أنشئت بمرسوم ملكي، وعلى أساس ذلك لابد أن نفهم جميعًا أن طبيعة عمل الهيئة العامة للترفيه ممثلة برئيسها الذي يعين أيضًا بمرسوم ملكي، مهمتها تنمية قطاع الترفيه وتوفير الفرص لجميع شرائح المجتمع، وبناءً عليه يكون الترفيه في الممكلة قد صُمم وفق منهجية ورؤيا واضحة وأنظمة متكاملة، وهيئة الترفيه ورئيسها مثلها مثل أي جهة حكومية أخرى عملها وفق أجندة معينة وخطط مرسومة، ولكن مثل ماقلت سابقًا في مقال لي: (هلع البدايات في المجتمع السعودي) من كل أمر جديد ومستحدث ودخيل على عادات وأعراف مجتمعية، ولكن لماذا في كل مره تكون النظرة التشاؤمية هي المسيطرة على الوضع برمته؟! ولماذا الإصرار أن يكون المجتمع السعودي مجتمعًا لابد أن يتميز بصفات المدينة الفاضلة ذات الروتين المحدد والبعيد كل البعد عن الإنسانية وأحتياجاتها؟! ، ولماذا نربط كل توجه جديد، بالدين وأن الفساد سيحل بنا وأن إسلامنا سينقص، وتتعالى الأصوات في كل جهة بنداء واحد أنقذوا المجتمع من الهلاك، وأنقذوا شبابه وبناته من الضياع، وكأننا على شفا جرف هار؟!، من المسؤول عن هذا التصدع وعن هذا القلق والفكر المتناقض؟!، الكل يعلم في قرارة نفسه أنه لاجديد في عالم الترفيه إلا شيء واحد، أن أصبح الترفيه موجودًا داخل وطننا، في الوقت نفسه أغلب المعارضين له، هم من يسعون وراء الترفيه خارج المملكة والإحصائيات لاتكذب، السفر لمجرد الترفيه وحضور المهرجانات والذهاب لمدن الألعاب والمسارح والسينما، وهذا هو الروتين لمجتمعنا طوال سنين مضت، المجتمع السعودي ولله الحمد مجتمع متدين بالفطرة ولسنا بحاجة لوصاية من أي جهة وليس لأي عامل ما أن ينقص من ديننا أو أخلاقنا أو ثقافة مجتمعنا، وليس أيضًا من المنطق أن نمنع جيلًا كاملًا من الترفيه واللعب أو نفرض عليه توجهات معينة، وليس أيضًا من باب العدل والضمير والخوف من الله، أن نقحم هذا الترفيه ونقدح بأخلاق الغير وننقص من دينه، ونعلن الحرب وتفكك المجتمع وضياع قيمة الوطنية، ونغرس المفاهيم الخاطئة لدى النشء، ونثبت جغرافية الدين وأن مايجوز في الخارج يحرم في الداخل، ونصل لمرحلة انفصام في المجتمع وتناقضات فاخرة جدًا، من يسمع آراء المعارضين ودعائهم بدعوات تقشعر منها النفوس، لمجرد الترفيه، يصاب بالعجب ولايمثلون انتماء لدين عظيم أمر بالرأفة والتسامح والوسطية واللين، وكأننا نزعنا الخوف من الله؛ وكأن مساجدنا أغلقت وكأن أخلاقنا سفلت؛ وكأننا أصبحنا مجتمع لاخير فيه، اتركوا الجيل يعيش الترفيه واللعب، هو جيل موحد بالله، وجيل مصلي وجيل مساجده عامرة به، جيل متطوع لأعمال البر والخير، جيل عرف معنى الألوهية والربوبية ولن يقدح في عقيدته بإذن الله، جيل يسعى وراء العلم والفضيلة، جيل إنساني كغيره من البشر، يميل للترويح عن النفس والترفيه، ولا بأس عليه، ولماذا التشدد والانغلاق؟!، ولماذا نحرم هذا الجيل من ترفيه مشروع؟!، وماذا يريد المعارضون؟!، نحن نريد جيلًا خاليًا من أي فكر داعشي أو توجه إرهابي، نريد جيلًا محبًا ومتسامحًا، ولماذا كل هذه الضجة والصخب؟!، طالما أنه جيل متمتع بالدين والأخلاق ولله الحمد، نحن في النهاية بشر، وتحدث التجاوزات من البشر في الأخلاق وفي الانضباط وفي عدم احترام الذوق العام، ويظهر لنا بين كل حين على وسائل التواصل الإجتماعي مقطع لفئة (شواذ الأخلاق)، وهم لايمثلون إلا أنفسهم ووجودهم لن ينتهي من أي مجتمع إنساني هم من باب الصراع بين الخير والشر وبين الانضباط ومخالفة الآداب، وهذا هو طبيعة كل مجتمع منذ بدء الخليقة، فكرة النقاء والمجتمع الفاضل هذا ضرب من ضروب الخيال.
مجتمعنا السعودي مجتمع أصيل ذو أخلاق كريمة، رجاله ونسائه وبناته وشبابه، هم منبع الخير وأهل له، ولن نسمح بالمزايدة على هذا المجتمع والتنقص منه، ولن نسمح أن يكون التوجه للترفيه لأي فرد كان، بأن يصل به الأمر أن يكون عدوًا لهذا الوطن، فالوطن وقادته ورموزه خط أحمر، والدفاع عنهم واجب ديني، ومن يبالغ في هذا الأمر فهو يخدم أجندة خارجية عدوة للوطن وقيادته، ومهمتها تفكيك المجتمع وزرع الفتنة، ومن يحب هذا الوطن فالواجب عليه التبليغ عن كل شخص مثل ذلك ولاتأخذه رأفة به، فالوطن أغلى كنوز الأرض.
حفظ الله هذا الوطن وأدام عزه، وحفظ اللهم مليكنا وولي عهده ونصرهم على من عاداهم