لا تزال الحكومة العراقية منشغلة بكيفية إجهاض الثورة التي دخلت في أسبوعها الخامس، وتُصر على مواجهة الشعب الثائر بعقلية الحشد الشعبي ؟! وفي المقابل يرفض الثوار التراجع متمسكين بسلميَّة ثورتهم؛ حتى تتحقق مطالبهم العادلة، وفي مقدمتها رفض الوصاية الإيرانية التي أصبحت تهيمن على كافة مفاصل الدولة السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والأمنية، ورُفع شعارات مثل: “إيران بره بره والعراق حرة حرة”، وحُرق صور الخمیني وخامنئي، ورُفع العلم العراقي على قنصلية إيران في كربلاء، وحرق العلم الإيراني فكانت متوالية من الصدمات التي أربكت المشهد وأصحاب السطوة والنفوذ من أتباع إيران؛ ليُختبر الولاء هل هو للوطن أم لولي الفقيه؟!
لم يسلم الثوار من محاولات حرف مطالبهم، وتشويه خروجهم السلمي للشوارع عن أهدافه الوطنية فكانت عدة محاولات لفرض صراع طائفي، ومنها خروج أتباع نوري المالكي رئيس الوزراء السابق رافعين صورة المرجع الشيعي علي السيستاني، لكن صدور بيان من مكتب المرجعية يرفض الزج باسمه أوصورته كان كفيلًا بإحباط هذا المخطط الجهنمي !!
كما كان لافتًا انحياز مقتدى الصدر للثوار بعد عودته مباشرة من إيران ودعوته رئيس الوزراء عادل عبد المهدي للاستقالة، وعلى مايبدو أن هذا هو التكتيك الذي ستتبعه إيران كحل أخير للالتفاف على الثورة، وتجاوز الأزمة إذا فشلت في قمعها وطبعًا رجلها المخلص في العراق الذي يحمل الخطة “ب” دومًا هو المرجع الشيعي مقتدى الصدر ؟!
في عراق اليوم إذا أنت لم ترضَ بجبروت إيران وتوغلها، وسرقة أموال العراقيين، وجرائم الحشد الشعبي، وسلخ العراق من هويته فأنت عميل للخارج، وتحركك إسرائيل وأمريكا وسفارات الدول العربية السنية، وتُخوُّن وتُتهم في وطنيتك، ثم تجرد من إنسانيتك، وتواجه بقنابل غاز محرمة دوليًا لا يستخدمها حتى الصهاينة في فلسطين المحتلة، وأخيرًا يطلق عليك رصاص المذهبية حتى لو رفعت علم العراق ؟!
لكن وما هو الحل ؟ قدًم عدد من المخلصين خارطة طريق للخروج من الأزمة الحالية تمثلت باستقالة الحكومة، وتشكيل حكومة انتقالية تعمل على حل الأزمات، وتقديم المعالجات العاجلة لمطالب المتظاهرين، وإصلاح القضاء والسيطرة على السلاح المنفلت، ومكافحة الفساد، واستعادة الأموال المسروقة، وتعديل قانون الانتخابات، وانتخاب المحافظين بشكل مباشر، وإلغاء مجالس المحافظات، واعتماد الدوائر الانتخابية، وتجميد عمل البرلمان باستثناء القوانين التي يقتضي تشريعها بشكل عاجل، وانتخابات عامة مبكرة، واختيار مفوضية مستقلة بإشراف أممي.
ختامًا:
الاستجابة لصوت الحكماء والعقلاء في عراق اليوم صعب المنال؛ لأن القرار بيد إيران وتفرض هيمنتها ونفوذها، وهو أكبر تهديد حقيقي يتعرض له العراق منذ عام 2003م … العراق حرة .
رائع ابا احمد
لافض فوك ولا كسر لك قلم .
كتابة متخصصة تنم عن متابعة وإلمام بالشأن العراقي .