ظهرت ثورة المعلومات في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، حيث غيّرت المجتمعات من الصناعية إلى المعلوماتية نظرًا لغزارة الموروث المعلوماتي من الناتج الفكري التاريخي للإنسان والسرعة الكبيرة في تدفق المعلومات ذات الحداثة بشكل كبير، بالإضافة إلى العنصر الرئيسي الذي كان سببًا في جمعها ومعالجتها بشكل كبير في شتى مجالات الحياة المعاصرة اليوم.
كما أضحت المعلومات عصب الحياة ومحور النشاطات، ولم يعد خافيًا على أحد التطور الحضاري المعلوماتي والتغيّر في جميع نواحي الحياة؛ حتى أصبح العصر ينعت بها.
فثورة المعلومات، أو انفجار المعلومات تعني النمو السريع لكمية المعلومات، وهذا ما أدى إلى هذه الحقبة الحالية من تاريخ البشرية التي حل فيها امتلاك المعلومات ونشرها محلّ الماكينة والتصنيع باعتبارهما قوة محركة للمجتمع.
وأدى تداخل ثورة المعلومات مع ثورة وسائل الاتصال الحديثة، إلى انفجار معلوماتي كبير جدًا بحيث أصبح من العسير على الإنسان استيعاب كل المعلومات المتوفرة ودراستها واستغلالها كما ينبغي، وهذه الصعوبة تحتم على الأفراد والمجتمعات تطوير تقنيات وأساليب تجميع وتخزين، ومعالجة المعلومات بطريقة رشيدة وذكية وعقلانية.
لقد تسببت ثورة المعلومات في تضاعف المعرفة الإنسانية وفي مقدمتها المعرفة العلمية والتكنولوجية، وكان من نتيجة ذلك تحول الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة العلمية، وأصبحت قدرة أية دولة تتمثل في رصيدها المعرفي، حيث تقدّر المعرفة العلمية التكنولوجية في بعض الدول بنحو ٨٠٪ من اقتصادها.
وبحلول عام ٢٠٢٠ من المتوقع أن يحدث طوفان بيانات، وسيتضخم العالم الرقمي ليفوق حجمه في ٢٠٠٩ بمقدار (٤٤) مرة؛ حيث كان حجم البيانات في ٢٠٠٩ يقدّر بحوالي ١ زيتا بايت (تريليون غيغابايت) .
ختامًا
أتمنى أن يسهم “الانفجار المعرفي” في تفجير طاقات الشباب الإبداعية، وأن يستفيدوا من الكم الهائل من المعلومات التي أفرزتها ثورتي الاتصال والمعلومات، وأن نرى انعكاس ذلك على مخرجاتهم المعرفية والعلمية فهم متصلين بشبكة الإنترنت على مدار الساعة وحجم المعلومات التي تمر عليهم كبيرة جدًا فكثيرًا ما نشاهد أن البعض يمتلك أكثر من جهاز؛ مما يدل على حبهم للمعرفة وسعة أفقهم بالتقنية الأمر الذي أتمنى أن ينعكس بشكل إيجابي على تفعيل ونمو اقتصاد المعرفة.