التكريم صفة من صفات الكرماء، وشيمة من شيم الشرفاء، وخصلة من خصال العظماء والأوفياء.
وهو أيضًا عادة درجت عليها المجتمعات قديمًا وحديثًا، وستبقى ماشاء الله أن تبقى لعجلة النمو والحراك البشري دوران في الحياة على المستويات الرسمية وغير الرسمية، في مختلف الأنشطة.
ولكن يظل محور التكريم ودلالاته هو الإنسان بصفته صاحب الحراك الرئيس في التنمية والبناء وعمران الأرض التي استخلفه الله فيها.
ومن أجمل الصفات التي تتحلى بها الأمم والشعوب الذكية التي تعرف جيدًا كيف تُقابل سيل “العطاء” بوابل من “الوفاء”، وتلك هي المعادلة الناجحة التي أثبتها التاريخ، وأكدتها التجارب.
وبالرغم من القصور العظيم والجحود الكبير لأرباب التميز والإبداع من حيث تكريمهم إلا أن هناك من حملوا راية الوفاء في مبادرة اجتماعية وإنسانية لتكريم الرواد في المجتمع.
وتأتي جائزة بصيرة المتفرعة من مؤتمر البحر الأحمر الدولي لطب العيون أنموذجًا فريدًا في تقدير النماذج المجتمعية المتميزة تقديرًا منها لهم ولإسهاماتهم في خدمة الوطن والمجتمع؛ ولتحفيز الآخرين للاقتداء بهم والسير على خطاهم للنهوض بهم والرقي بمستوياتهم.
إذ انتهجت وتبنت هذه الجائزة ثقافة التكريم بشمولها الواسع للمتميزين من ذوي الإعاقة البصرية؛ لترسيخ مفهوم التكريم وقيمة ومكانة الوطن الذي يحتفي برواده ورموزه بصفتهم طاقاته المتدفقة وثرواته الحقيقية التي لا تُقدر بثمن.
ومايميز جائزة بصيرة تطورها العام بعد الآخر إذ تحولت من المحلية؛ لتكون هذا العام على المستوى الخليجي، وقد تم الإعلان عن كونها ستصبح عربية في دورتها الرابعة العام القادم لتنطلق إلى العالمية في رؤية صادقة، ومحاولة جادة لإكسابها التميز العالمي إذ تنظر للجانب الإنساني دون النظر إلى الدين أو العرق أو الجنس أو اللون أو الجنسية؛ لتصافح
من أرض الحرمين المتميزين والمبدعين من مكفوفي العالم.
وبما أن الجائزة قد شرفتني وزملائي وزميلاتي بالتكريم في دورتها الثالثة في هذا العام؛ فإن ما لمسته من دقة التنظيم وكريم الحفاوة وتميز التكريم كان له أكبر الأثر في الشعور بالسعادة الغامرة فلهم منا كل الشكر والتقدير على ماقاموا به، فهم من يستحقون التكريم لتميزهم ونجاحهم في إبراز الجائزة بالشكل اللائق بها.
0