لن نوفي هذا القائد العظيم حقه من الشكر والثناء، فالعالم العربي والإسلامي والدولي يشهد له بمواقف النبل والإحسان، ويشهد لهبّاته القاصي والداني، صاحب صولات وجولات في ميادين الشرف والعزة منذ نشأته، ذلك هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فالجوانب الإنسانية تنطق في كل حركاته وسكناته سواءً في عمله السياسي في الداخل والخارج وفي عمله الخاص. نجد على سبيل المثال في أهلك الظروف وأصعبها، وهي ميادين الحرب والمعركة، أن المملكة اتخذت من التدابير والأسباب ما يكفل حماية المدنيين العزل بتوجيه القيادات الميدانية تجنب المدنيين قدر الإمكان، ولو تطلب الامر إلغاء العملية العسكرية، وتسلحت قواتها بأذكى الأسلحة، وذلك لتتوقى وقوع ضحايا لا صلة لهم بالمعركة، بالرغم من ارتفاع المصروفات التي قد تتكبدها القوات في سبيل ذلك، وفوات أهداف في غاية الأهمية.
في معركة المملكة مع الحوثيين “أذناب ايران بالوكالة” يتساءل الكثيرون عن سبب إطالة أمد الحرب في حين أن العدو لا يملك من العتاد والقوة ليكون نداً كفؤاً للتحالف، ولكن الإجابة تأتي من المسؤولين السعوديين أنفسهم الذي يؤكدون حرص القيادة السعودية على أن تكون الأعمال العسكرية موجهة صوب العدو ولا غيره، حتى وإن تحصن وتترس بالمدنيين العزل، أو بالممتلكات العامة فيجب تجنب العمل وايقافه على الفور، فالمملكة تضع أمام عينيها مخافة الله عز وجل ثم الاعتبارات الإنسانية وقواعد القانون الإنساني الدولي.
كما أمر الملك سلمان بإنشاء مركز للإغاثة والأعمال الإنسانية ليسير جنباً إلى جنب في خط متوازٍ مع الخط العسكري في اليمن، ولن نجد في العالم المتحضر اليوم من يسير على هذا النهج. وإذا أطللنا بنواظرنا إلى مكان آخر وبالتحديد مشروع “الطب الإنساني” لرأينا ما يسر الخاطر فيما يسمى بعمليات فصل التوائم السيامية، وكم أدخل الملك اليوم بهذا المشروع الفرح والسرور على أسر مكلومة أرهقتها التكاليف وأعيتها المصاريف في سبيل أن يجدوا من يعيد إليهم الأمل والحياة والبهجة، لن يشق على كل باحث أن يعثر على نوافذ إنسانية عديدة في حياة هذا الملك العظيم. الروح الإنسانية حتى مع استقبال الملك للعلماء ورجالات الفكر والثقافة والفن والأدب ومع المواطنين على وجه الخصوص، عندما يسألهم بأسمائهم ويتفقد أحوالهم ويرعى حوائجهم.
لقد حقق الملك سلمان لشعبه رجالاً ونساءً مكاسب غير مسبوقة، الأمر الذي زاد من شعور السعادة والعزة والفخر في قلب كل مواطن ومواطنة، استطاع بإخلاصه وصدقه ترسيخ اعتزاز المواطن بالوطن، وتحقيق الانتماء الحقيقي له، وحمايته، والتضحية لأجله، مع الالتزام والثبات على الدين والقيم والتقاليد المستقرة.
ومع اشراقة العام السادس لولاية خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز سنرى بإذن الله الأمن والرخاء والاستقرار يعم الأمة والعالم أجمع، وسيرى من أبناءه وبناته شعب المملكة ما يسره ويسعده هو وولي عهده الأمين.
—————————-
دكتوراة في الشريعة والقانون
@DrAalsh17ihri
0