بكلّ الحب، والولاء، والفخر، والاعتزاز على كتاب الله وسنة رسوله نجدد المبايعة لقائد مسيرتنا ومحبوبنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود _حفظه الله_ على السمع والطاعة في المنشط والمكره، القائد الذي على يديه الكريمتين بدأت انطلاقة تحوّل استراتيجي حكيم لمسيرة التنمية وأنظمة الحكم بوطننا الغالي..إذ إن وطننا الشامخ وفي زمن وجيز عانق أمجاد التطور في كل المجالات، وهذه معالم الإنجازات تلوح للعيان في أفق واقعنا الحاضر الذي أسس صرحه الشامخ بحكمته وبُعد نظرة والدنا القائد سلمان بن عبدالعزيز _حفظه الله_ حين رسم خارطة طريق مسيرة المرحلة القادمة والتي تُنبئ
عن مستقبل واعد لمسيرة وطن آمن ..
وجيل متحضر .. بإذن الله تعالى
ففي الخمسة أعوام الماضية جاءت الأوامر الملكية السامية الكريمة بوضع لبنات تنظيمات التحول الوطني؛ لإغلاق أبواب دهاليز التشدد والغلو والفساد، والانتقال بنا إلى عصر الاعتدال والتقدم، والنظر من زوايا التعايش والإدماج، والمشاركة، والانفتاح على الآخر لاستعادة الحياة الطبيعية التي فيها نتفيأ الاستقرار ونعيش السعادة ..
فتحركت كل الجهات بخُطىً واثقة وفق رؤية واضحة للسير قُدمًا في جميع المجالات نحو الرقي الاجتماعي والتقدم الاقتصادي، والتطور المهني، والتفوق العلمي، وغرس قيم الانضباط، واحترام النظام، وتطوير الأنظمة والقوانين لمكافأة المحسن ومعاقبة المسيء ..
وكان لتلك التغييرات أثرًا قويًا في إخراج الحياة العملية، والاجتماعية، والاقتصادية من الركود والتنظير ودراسات التسويف والعشوائية،
ولجان التهدئة إلى النشاط والحيوية، والتخطيط، وجودة العمل والإنتاجية، وسرعة الإنجاز ..وقامت على ذلك مشروعات كبرى
في كل أنحاء وطننا الغالي؛ لتكون نواة للمستقبل المشرق لنا وللأجيال القادمة ..
فأشرقت شمس الإنجازات بأرقام دقيقة كمؤشر على النجاح الذي أسهم في تحقيقه الإتقان، والخبرات، والمواهب، والكوادر الوطنية التي استلمت مهام قيادة التغيير وانطلقت بشجاعة لكسر وتذليل كل العقبات في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة ..
فشهد وطننا وفي كل المناطق صورًا فائقة الجودة والوضوح لحياة متجددة تسمو بفكر راقٍ وتخطيط عميق لإحلال المواطن بالتوطين، وتكريم المرأة بالتمكين، وإسعاد الشعب بالترفيه، وربط كل ذلك بالضوبط الدينية، والأخلاقية، وضبطها بالمتابعة والرقابة والمحاسبة وفق أنظمة الحوكمة ..
كان طريق تلك المرحلة مليئًا بالمصاعب، فما كان السير فيه ميسرًا وسهلًا إلا أن همة، وعزيمة، وشجاعة وتخطيط قائد الرؤية سمو ولي العهد _حفظه الله_ وتلاحم الشعب مع قيادته والولاء لها، ومحبة الوطن، والقناعة بعوائد التغيير المربحة كانت كفيلة بتجاوز كل العقبات والمصاعب ..
وتلك السنوات الخمس القليلة تعددت فيها الأحداث المؤثرة التي تنبئ بمستقبل واعد يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، وكان آخر تلك الأحداث الفاخرة افتتح خادم الحرمين الشريفين _حفظه الله_ أضخم المشاريع السياحية والترفيهية والثقافية بالمنطقة، والذي يُقام على أرض عاصمة الدولة السعودية الأولى الدرعية.
وفي موسم الرياض والمدن الأخرى مساحات واسعة لفهم معاني التحول السياحي الذي جعل من المملكة مقصدًا سياحيًا مرغوبًا لكل شعوب دول العالم..وتلك الأرقام المهولة التي تجاوزت الثمانية ملايين زائر لفعاليات هذا الموسم والعوائد المادية التي رصدت في خزينة الدولة تعطي دلالات قوية على التميز مؤكدةً النجاحات الكبيرة التي حققتها رؤية قطاع الترفيه في فترة زمنية وجيزة ..
واتسعت _بحمدالله_مساحة موارد الاقتصاد؛ لتتقدم المملكة إلى مراتب متقدمة عالميًا حتى أصبحت بقوة اقتصادها من الدول العشرين الكبرى على مستوى العالم ..وعلى المستوى السياسي تعد المملكة من الدول الكبرى ذات القرارات الحكيمة وصاحبة الرؤى الواضحة مما أعطى دول العالم الثقة في القوة التي تتمتع بها المملكة..فكان لها مواقفًا إنسانية لمساعد الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والحروب، كما أنها تقف بحزم مع كل قضايا الشعوب العربية والإسلامية.
واليوم 1 ديسمبر 2019 بدأت رئاسة المملكة لدول العشرين، ولمدة عام يتخلله انعقاد قمة العشرين في الرياض في نوفمبر 2020، وستتضمن هذه الاستضافة العالمية الكبرى التركيز على تمكين الإنسان، والحفاظ على الأرض والعمل على استراتيجيات طويلة المدى ..
وجاء طرح جزء من أسهم شركة أرامكو السعودية العملاقة للاكتتاب العام، وهو الحدث الأبرز اقتصاديًا؛ لتفتح الدولة آفاق أرحب للأفراد والمؤسسات للاستثمار في أعظم شركات الطاقة في العالم ..
إنجازات رياضية تضاف إلى سجل أمجاد الوطن الرياضية يختتمها نادي الهلال السعودي باعتلاء منصة التتويج الآسيوي بحصوله على بطولة أبطال دوري أبطال آسيا للمرة الثالثة، والأولى في نسختها الجديدة ليشارك رسميًا في بطولة أندية العالم التي ستقام بعد أيام قليلة في قطر، والتي نتطلع فيها إلى تحقيق إنجاز عالمي ..
خمسة أعوام مضت ونحنُ مع قيادتنا نشمر عن سواعد الهمة، والعزم، والتلاحم، والوفاء متطلعين إلى مستقبل زاهر سعداء بما تحقق من تطورات ارتكزت على أساس متين مبايعين قيادتنا على توحد الصف، والمضي قُدمًا نحو آفاق أرحب لدعم رؤية السمو والمجد..نقف بعزتنا وكرامتنا وشموخنا أمام كل المحبطين والمرجفين الذين يقاومون التغيير بأساليب التحريض والتأجيج، وترويج الإشاعات، ولعلهم أدركوا أن المواطن السعودي الأصيل لاينفك ولاؤه عن قيادته ولا ينقطع ارتباطه بوطنه.
في كل الظروف والشواهد على ذلك ماثلة للعيان ..نسأل الله التوفيق والسداد لقيادتنا الحكيمة..وندعوه تعالى أن يعز ديننا، ويديم علينا الرخاء وعلى وطننا الاستقرار والتقدم ..