الثقافيةالسلطة الرابعة

العزعزي.. طفلٌ يمنيٌ قهر التحديات وبات أكاديميًا بارزًا في الإعلام

في أسرة بسيطة الحال نشأ وبين ثمانية أخوة استطاع أن يشق طريقه بنفسه، ويجتهد في مدرسته على الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي كانت تعيشها الأسرة، فوالده كان صاحب مطعم صغير يعتاشون منه.

ولمّا كان هذا حال الأسرة، وجد نفسه مجبرًا على بذل المزيد من الجهد والتضحية بالطفولة وتكريس العمر للقراءة والمعرفة، فتفوق في الثانوية العامة واستحق أن يحظى ببعثة خارجية من وزارة التربية والتعليم باليمن.

ولم يكن طريق العلم مليئًا بالورود بل كان منثورًا بالأشواك، فالحصول على رسالة الماجستير من جامعة عراقية وأثناء الحصار المفروض على العراق في تسعينات القرن الماضي، لم يكن أمرًا يسيرا ولم يكن عالم الإنترنت موجودًا ومنافذ العلم محدودة وضيقة، فكان مجبرًا على السفر بين بغداد وعمّان والقاهرة، يتنقل هنا وهناك للحصول على مرجع أو بحث يكمل به رسالته العلمية.

العزعزي مع معالي مدير جامعة أم القرى أ.د. عبدالله بافيل

إنه عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام في جامعة أم القرى، الدكتور وديع محمد العزعزي، الذي تفرد له صحيفة “مكة” الإلكترونية هذا التقرير ضمن زاوية أعلام في الإعلام ليستقي الطلاب والباحثين والمختصين في هذا المجال من تجربته وينهلوا من خبراته ويتعلموا من مواقفه وحياته.

ويعتبر الدكتور العزعزي من الكفاءات المهنية المشهود لها بالخبرة والمعرفة في مجال تخصصه، الذي حصل فيه على درجة الدكتوراة من جامعة بغداد، وأصدر عددًا من الكتب والدراسات والأبحاث في هذا المجال.

ومن بين تلك الكتب التي تناقش قضايا الإعلام الحديثة، كان كتابه عن “الشائعات وشبكات التواصل الاجتماعي .. المخاطر وسبل المواجهة“، فقد تنبّه العزعزي إلى ما تشكله تلك المنصات من مخاطر على السلم والأمن الاجتماعيين والتي ظهر تأثيرها في الكثير من الدول العربية والتي كان اليمن واحدا منها.

وتناول في كتاب آخر بعنوان “القنوات الفضائية في عصر ثقافة الصورة وتقنيات الاتصال الحديثة” التحديات التي تواجه القنوات الفضائية في مواكبة التكنولوجيا وثقافة العصر المرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي.

 

ومن بين الكتب التي أصدرها ضيفنا، كانت “إنتاج المواد المسموعة”، و”المدخل إلى الإذاعة والتلفزيون”، و”الإعلام الجديد .. مفاهيم ونظريات“، و”القنوات الفضائية في عصر العولمة“.

وفي تصريح لصحيفة “مكة” الإلكترونية، يتحدث الدكتور العزعزي، عن محطات من حياته وتحديات واجهها وتغلب عليها، قائلًا “واجهتنا صعوبات كثيرة في حياتي، لاسيما وأنني أنتمي إلى أسرة بسيطة كان والدي يعول ثمانية أطفال ويعمل صاحب مطعم، ونتيجة لظروف قاهرة واجهت والدي في عمله فقد اضطررت لأن أكمل دراستي الثانوية بصعوبة، وقد كنت في كثير من الأحيان أعمل إلى جانب الدراسة، والحمدلله نتيجة العزيمة حصلت على شهادة الثانوية وبتفوق وحصلت على بعثة خارجية من وزارة التربية والتعليم باليمن”.

وأشار الدكتور العزعزي، إلى الصعوبات التي واجهته أثناء الدراسة الجامعية وحصوله على درجة الماجستير، قائلًا “واجهتني صعوبة كبيرة في الحصول على مراجع لرسالتي في الماجستير، حيث كان هناك شح وندرة في المراجع والدراسات الحديثة نتيجة للحصار العلمي والثقافي الذي كان على العراق في عام 1997، وبالتالي اضطررت إلى السفر إلى الأردن وكذلك بحرا وبرًا إلى القاهرة لجمع المراجع العلمية”.

وأضاف “كما واجهت ظروفا نفسية صعبة أثناء العدوان والقصف الجوي الأمريكي على بغداد في عام 1998 والحمدلله وفقني الله وأكملت الماجستير بدرجة امتياز”.

ومن التحديات التي واجهها ضيفنا، كان “صدور قرار بفصله من جامعة صنعاء من قبل إدارة الجامعة المعينة من مليشيا الانقلاب عام 2016، وقد تجاوزت هذا الأمر بعزيمة وصبر ودعم من قبل زملائي في قسم الإعلام وقيادة كلية العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى فلهم مني كل الشكر والتقدير”.

وفي الختام أشار الدكتور العزعزي إلى “علامة فارقة في حياته وهي حصوله على شهادة الدكتوراه عام 2002، وتعيينه في كلية الإعلام في جامعة صنعاء عام2003 ، وكذلك ترقيته إلى درجة بروفيسور في جامعة أم القرى عام 2018”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لنا الفخر والشرف بك أستاذ وديع وأتمنى لك مزيد من التقدم والرقي والإزدهار في حياتك العلميه والعمليه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى