عندما سمعت بالدعوة لعق قمة الشقاق والنفاق التي دعا إليها رئيس وزراء ماليزيا، تبادر إلى ذهني فوراً مسجد الضرار، فذكرت قول الله تعالى:“وَالَّذِينَاتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ، لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِرِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ “
ورأيت أن اصدق تعبير عن هذا التجمع هو قمة الضرار، وبنظرة فاحصة تجد أن هدفها الغير معلن هو تمزيق الأمة الإسلامية ومناكفة السعودية، ظاهر هذا التجمع الرحمة وباطنه العذاب والتآمر على الآمة، لكن من من؟ من خمسة أنظمة تصف نفسها بأنها إسلامية!! ماليزيا وتركيا وقطر وإندونيسيا وباكستان، شكلت النواة المؤسسة لهذا التجمع، الذي ينضوي تحت تيار الإسلام السياسي، المهيمن عليه جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها عدة دول عربية بأنها منظمة إرهابية.
وهنا تثور تساؤلات مشروعة عن الهدف من قمة الشقاق حول ما هي أهداف هذه القمة؟ وهل يمكن اختصار الأمة الإسلامية بهذه الدول؟ وهل تسعى لتكون بديلا عن منظمة التعاون الإسلامي؟ ولماذا الآن؟ وما الآلية التي تم بها اختيار هذه الدول الخمس دون بقية دول العالم الإسلامي؟!! والسؤال الأهم هل تستطيع أن تقدم حلولاً ناجعة لأزمات الأمة كما زعمت؟!
الإجابة عن هذه التساؤلات كفيلة ببيان حقيقة قمة الضرار، وأهدافها، فهي تسعى لتكوين محور جديد ذو توجهات تتسق مع أهدافهم الخفية؛ وتحسباً لما سيتخذ من إجراءات دوليه ضد جماعة الإخوان، والأهم مناوئة المملكة العربية السعودية، وإشغالها، بفتح ملفات جديدة خدمة لأهدافهم الخاصة، وللنظام الإيراني الذي سينظم إليهم لكن ليس الآن!
هذا التجمع يزعم انه سوف يحل ازمات العالم الإسلامي، وهو عاجز عن حل مشكلاته الداخلية والخارجية، انظر الى حال تركيا وتدهور اضاعها وتوتر علاقاتها الخارجية، ثم تحول الى قطر التي ليست بأفضل حال من تركيا في علاقاتها مع محيطها العربي والخليجي، وعرج على باكستان وتوتر علاقاتها بجارتها النووية الهند، ثم قلب بصرك وبصيرتك في الايديولوجيا التي تؤمن بها هذه الأنظمة وتنطلق منها وتحركها وتسير في فلكها لتعرف انها ذات أهداف سياسية باطنية، و مشاريعتوسعية لبسط نفوذها وهيمنتها على العالم الإسلامي.
عن أي إسلام يتحدثون، وأي حلول ترجوها الأمة من هكذا تجمع!! ويكفي أن تعرف أن قناة الفتنة هي الناقل الإعلامي الحصري لقمة الشقاق لتتضح لديك الرؤيةوالأهداف، كما يمكنك أن تتنبأ بالمستقبل لهذه الأمة التي تكالب عليها من يدعون الانتساب إليها، والدفاع عنها!! ما بين جماعات تمارس القتل باسم الإسلام وأخرى تزعم الدفاع عنه وإيجاد حلول لأزمات الأمة!! والواقع يقول أن هذا وذاك شكلا عبئاً وضعفا وكرهاً لكل ما هو إسلامي! وهذا ما صنع انتكاسة جديدة تضاف إلى كم الخذلان والحرمان الذي يعيشه المسلمون في الوقت الراهن ويدفع لتكرار السؤال عن ماهية الإسلام الذي ستمثله قمة الضرار؟
من حق كل دولة أن تجتمع مع من تشاء من الدول، لكن ليس من حقها أن تشق صف الجماعة التي تعمل تحث مظلتها وتنسب إليها، وتسعى لتشكيل سياسة محاور قائمة على أيديولوجيا مجرمة في أغلب الدول العربية، من أجل الإضرار ببلد عربي وإسلامي اسمه المملكة العربية السعودية.
وقفة وتأمل:
“وإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ“.