بتاريخ 6 محرم 1439هـ صدر الأمر السامي بقيادة المرأة للسيارة، وقد اعتمد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية بما فيها إصدار رخص القيادة للذكور والإناث على حد سواء، وقد شكلت لجنة من وزارة الداخلية، والمالية، والعمل، والتنمية الاجتماعية؛ لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ الأمر السامي. وقد تم تنفيذ الأمر السامي في 10 /10 / 1439هـ وفق الضوابط الشرعية.
وقد مضى على تنفيذ الأمر السامي ما يقارب من سنة وثمانية أشهر، وفُتحت مدارس تعليم القيادة للنساء في معظم المدن الكبيرة في المملكة مثل: (الرياض، وجدة، وتبوك وغيرها من المدن ) ولا ندري لماذا تجاهلت الإدارة العامة للمرور فتح مدرسة لتعليم قيادة المرأة للسيارة في مكة المكرمة أسوة بالمدن الأخرى، وهذا التهميش أزعج نساء مكة المكرمة، وتسبب لهن متاعب كبيرة لا يدركها إلاّ من يعانيها حيث يضطر البعض منهن للسفر إلى جدة أو تبوك أو دول الخليج؛ للحصول على رخصة قيادة السيارة تجنبًا للوقوع في (مخالفة القيادة بدون رخصة)، ورغم ذلك لم يكن التسجيل في هذه المدارس سهلًا وميسورًا، بل يواجهون أعدادًا كبيرة من الأسماء في قائمة الانتظار. وهذه معضلة أخرى تواجه النساء اللاتي يسافرن إلى مدن أخرى أو إحدى دول الخليج للحصول على رخصة القيادة حيث تضطر المرأة إلى البقاء هناك ما يقارب من أسبوعين وزيادة، كما أن عدم فتح مدرسة لتعليم القيادة للنساء في مكة المكرمة فتح سوقًا رابحة لبعض النسوة الذين لديهم رخصة قيادة للترحيب بمن تريد تعليم قيادة السيارة، وقد وُزعت إعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها بأن سعر كل ساعة تدريب ( 30 ريالًا ) تقول إحدى الأخوات فترة التدريب كلفتها (ثلاثة آلاف ريال) إن ما ذكرناه في هذا المقال (غيض من فيض).
إننا نرجو من الإدارة العامة للمرور الإسراع في فتح مدارس لتعليم القيادة للمرأة في مكة المكرمة والمدن الأخرى؛ لرفع المعاناة التي تواجه النساء للحصول على رخصة السياقة، والله المستعان.