مزحة ثقيلة هكذا علّق تعليم مكة، لحادثة عنف داخل إحدى المدارس، وعبر فيديو مصور خرج فيه أحد الأبناء، يعنف زميله داخل الصف في مشهد مؤلم، وأتى هذا المشهد ليوضح طبيعة السلوك العدواني بين الأبناء، واستغلال أي لحظة بعيدة عن الرقابة، لممارسة الإيذاء والتعنيف بينهم بحسب قانون الغاب، فنجد الابن القوي يمارس أصنافًا من العنف، بحق زملائه الأضعف لايردعه عن ذلك رادع، ولاشك في ضعف الجهود المبذولة لمكافحة عنف الأبناء، من قبل الجهات الثلاث المشتركة في هذا الملف، بداية من المنزل ثم المدرسة ثم إدارة التعليم، ولنبدأ الحديث عن المنزل متمثلًا في الأسرة ودورها المهم، في حث الأبناء على ضبط النفس، والمتابعة مع المدرسة من خلال زيارات استفسار ومراقبة، لأداء الابن داخل المدرسة، على مستوى التحصيل المعرفي والانضباط السلوكي.
وللمدرسة دور مهم في تقليل وتيرة العنف بين الأبناء، من خلال تطبيق اللائحة السلوكية بكل حزم، وعدم التهاون أو التهرب من تطبيقها بحجة كثرة الأعباء، وهذه نقطة يجب التأكيد عليها من قبل مدير المدرسة لوكيل شؤون الطلاب، المسؤول عن تطبيق لائحة السلوك بحق الأبناء مرتكبي المخالفات السلوكية، وأن أي خلل في التزام تنفيذ هذه اللائحة، لاشك أنه سبب رئيس في زيادة حوادث العنف داخل المدرسة، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
ويقع على عاتق إدارة التعليم متابعة المدارس وبكل صرامة، في عملية تفعيل لائحة السلوك، من خلال زيارات مشرفي الإدارة المدرسية، وتتبع مدى الجدية من قبل إدارة المدرسة، في الحفاظ على سلامة الأبناء من التعرّض لحوادث العنف، والتأكد من جودة الإجراءات في حوادث سابقة، والتحرك ضد أي خلل أو تقصير في تطبيق اللائحة.
أخيرًا أقول:
العنف بين الأبناء يُمثل معاناة حقيقية داخل المدارس، تفقد العملية التعليمية مهمتها الرئيسية، فلم يعد بمقدور المعلم والمعلمة أداء حصة كاملة على الوجه المطلوب، لما يفتعله الأبناء من إشكالات فيما بينهم، تجبر المعلم والمعلمة على التوقف، وقطع انسيابية الدرس، والقيام بمهمة الإصلاح والتهدئة.
0