المقالات

تركستان الشرقــية قــبل مائة عام ؟!

بلغ عدد المسلمين في الصين مع الربع الأول من القرن العشرين ـ القرن الماضي ـ ما يقارب الـ 65 مليون نسمة ــ الصين والهند الصينية ــ، وبعض الإحصاءات تقول أنهم تجاوزوا الثمانين مليون ؟!
لقد حظي الإسلام بعناية ملوك الصين من قديم فكانوا يمنحون المسلمين على الدوام من المراتب ، والألقاب , والمنح ما يمنعونه عن النصارى كما بغضت الأمم الوثنية في ذلك الوقت النصارى ، وكانت تميل إلى المسلمين ؟!
رغم أن الأوربيين قد ملأوا بلاد الصين بجماهير الإرساليات من كل ملة ونحلة، وسهلوا لهم سبل التملك ، ووعدوهم بالمساعدة ، ونجح هؤلاء المبشرون في إدخال البعض من أهل الصين في دينهم بعدما خدعوهم ، ووعدوهم بالحماية الأجنبية من كل سلطة للقانون ، مما جرأهم على ارتكاب ما تحرمه القوانين ، والاعتداء على أهل البلاد ، فكان ذلك من أحد أهم الأسباب التي وجبت كره أهل الصين للنصارى كرها يشبه التعصب ، فضلا عن أن نصيب الأوروبيين من الأمم الشرقية عامةً كان البغض والحقد حيث رفعوا شعار المساواة ، و لكنهم عاملوا اللون الأبيض من بني الإنسان معاملة الأخ لأخيه، واللون الأصفر معاملة الرجل لخادمه ، واللون الأسمر معاملة السيد لعبده، ويطلقون الرصاصة على ذي اللون الأسود كما يطلقونها على الوحش الضاري! فالإنسان كلما مال لونه إلى السواد كان نصيبه من هؤلاء الخذلان وفاحش الامتهان ؟!
و وثق مؤتمر أدنبرج الذي عقد في شهر سبتمبر سنة 1910 ، هذه الحالة التي كان عليها الصينيون ــ حظيت فيه المسائل الإسلامية بنصيب كبير من مداولات أعضائه وخصص لجنتين من أهم لجانه للتفرغ في البحث في أمر الإسلام والمسلمين ـــ فانتقد ما أسماه بالعداء الذي يظهره الصينيون لكل شيء تشتَمّ منه رائحة الأجنبي ــ التبشير ــ ؟!
وفي مقالة لـ “هانوتو ” وزير خارجية فرنسا عن الإسلام في ذلك الوقت قال :(وقد انبعثت شعبة منه ــ الإسلام ــ في بلاد الصين ، فانتشر فيها انتشارًا هائلاً حتى ذهب البعض إلى القول بأن العشرين مليونًا من المسلمين الموجودين في الصين لا يلبثون أن يصيروا مائة مليون فيقوم الدعاء لله مقام الدعاء لساكياموني ( هو أحد ملوك الصين تخلى عن الناس في التاسعة والعشرين من عمره وعكف على العلوم حتى برع فيها وسمى نفسه (بودا) ومعناه العالم أو المتنور ووضع المذهب الذي اتخذته الصين والهند دينًا وكان ظهوره في القرن الحادي عشر قبل المسيح وقيل في القرن السابع وهو الأرجح ).
كان الإسلام في الصين ظافراً لا محالة حيث كان يتقدم وينمو على غيره من الديانات القديمة التي تتنازع بلاد الصين والهند و كانت تتداعى وتضعف ، كما المسيحية لا تكاد تثبت؟!
لن تنسى الصين يعقوب خان الذي أقام حكومة الصين ولم يقعدها بعد أن جعل تركستان في سنة 1886 حكومة مستقلة تمامًا وكان سكان الصين من تركستان في ولايات غانسو، وصي، وجو، ووان، ويون، وإلانان، كلهم مسلمين و أصبح من المحقق أن مذهب كونفوشيوس في الصين مصيره للانقراض ليقوم مقامه الإسلام فتصير حكومة الصين حكومة إسلامية ، و كانت الصين أهلة بثلث سكان العالم أو أكثر ، ولو صاروا كلهم مسلمين سيمتد شرع محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من جبل طارق إلى المحيط الأكبر ، لذا بدأ اضطهاد مسلمي الصين والهند و و روسيا مبكرا خوفا من أن يصبح الشرقان ــ الأقصى والدنى ــ شرقا واحدا ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى