يتعوذ من الأنا، كُلَّمَا قال كلمة (أنا)، لكن أفعاله تخالف أقواله، فهو يحب نفسه، وينسب كل شيء له بما في ذلك جهود زملائه الآخرين !!
يلعب كرة القدم مع فريق متكامل، ويستعرض أمام الفريق المنافس بمهاراته الفردية؛ وكأن فريقه لايوجد به سوى هو والحارس، وتضيع عليهم الفرصة تلو الآخرى، وإذا انتهت المباراة بخسارة فريقه تناسى أنانيته، ووجه اللوم تجاه زملائه الآخرين !!
يعمل مع فريق عمل مؤهلين، ويقوم كل عضو منهم بالدور المطلوب منه بكل مهنية واقتدار فيحققون أعلى معايير الجودة، ثم يزورهم أحد المسؤولين، فَيَنْسِب كل ما تحقق من نجاح لنفسه، ويتجاهل جهود زملائه المخلصين !!
يقف حاجزًا منيعًا ضد أي تطور في محيط إقامته أو مقر عمله، ويكافح، وينافح بما يستطيع حتى لا تُجَيَّر فكرة التطوير لأحدٍ سواه !!
يتصدر المجالس بالحديث عن نفسه، وعن إنجازاته، ومشاركاته، ويقوم بدور البطولة في كل الفصول والأدوار، ويوحي للحاضرين أن البطولة بدأت منه وانتهت إليه، وماعداه فهو مجرد عدد لاكتمال المشهد.
لذلك: نستخلص أن الأناني تفكيره محصور على ذاته، وقليل بل نادر ما يفكر في غيره، وإذا أخذ التفكير حيزًا لمصلحة غيره تبرر له تلك النفس الصغيرة أفعاله وتصرفاته فيردد (أنا أولى) ، (ما عليّ من أحد)، (نفسي نفسي)، وغير ذلك من شعارات ما أنزل الله بها من سلطان.
ولهذا فإن الأنانية هي مرض نفسي عُضَال ناتج عن حب الإنسان لنفسه، وعشقه للسيطرة، والتملك، والظهور على أكتاف الآخرين.
والأنانية تولد الحسد، والحسد يولد البغضاء، والبغضاء تولد الاختلاف، والاختلاف يولد الفرقة، والفرقة تولد الضعف، والضعف يولد الذل، والذل يولد زوال النعمة.
وهي آفة ذميمة، صاحبها صاحب نفس صغيرة، ذا عيون عمياء لا يرى إلا نفسه، أهدافه تخدم منفعته الخاصة فقط حتى لو كانت على حساب من هو أولى منه، نهايته الغرور وخاتمته المرض، وعاقبته الإصابة بداء العظمة الذي يحتاج إلى مراحل علاجية في مراكز متقدمة، والعَوَض على الله.