(المقامة الحياتية)
حدثنا غازي بن عبدالرحمن. وهو شويعر مغمور تعبان. فقال:
اسمعوا. ما حدث لي يا إخوان. قالت لي نفسي الأمارة بالسوء. وهي
بكل شر تنوء. لماذا لا تنشر قصيدة في جريدة الحياة. صحيفة
النخبات والصفوات. والباشات والبكوات. فتصبح من المشاهير. بعد
أن كنت لا في العير ولا في النفير
فقلت لنفسي: استعيذي بالله من الوسواس الخناس. الذي
يوسوس في صدور الناس. فهذه الجريدة لا تنشر لمن هب ودب.
أو من قام وطب. وإنما تنشر لعلية الأقوام. خصوصا من الشوام. من
أمثال: نزار بن القبان. الذي تعطى له صفحة بالمليان. وصورة له من
أيام زمان. يبدو فيها كأنه أعظم دون جوان. أو أمثال: أدونيس. الذي
يزري بالشيخ الرئيس. ويكتب ألغازأ لا يحلها إلا إبليس. أو مثل.
شعراء الحداثة. ذوي العقول الملتاثة. ممن لا يفهمهم أحد من بني
مازن. سوى الأستاذ جهاد الخازن. لهؤلاء تفتح الحياة الأحضان. ولو
أدوا إلى منعها في كل مكان.
قلت لنفسي: أما أنا . فصعلوك. فما الذي حشرني بين الملوك
قالت نفسي: ولكنك سفير. ويسميك جهاد الخازن السفير الخطير.
ومن أصدقائك صاحب الامتياز سمو الأمير. ولك من الدواوين أكثر
من دژينة. هذا غير الكتب الرصينة. والروايات التاريخية السمينة.
قلت لنفسي: لم الجدال الذي يسميه الهنود الجنجال. وعلام قيل
وقال نرسل القصيدة لرئيس التحرير. ونرى هل يعتبرها من الشعر
أو الشعير
ومر اليوم بعد اليوم، وكل شيء ينشر بالكوم. حتى أخبار الجميز
والدوم. إلا القصيدة الملعونة. فإنها ظلت مدفونة. فقلت: هذه نتيجة
الرعونة.
قالت نفسي: اصبر يا شویعران. فإنهم يحضرون المكان. صفحة
وربما صفحتان. غير العناوين الكبيرة. والرسوم المثيرة. وخبر قبلها
بيومين. يبشر بقرة العين.
قلت: الصبر مفتاح الفرج. ومن سار على الدرب کرج.
وبعد عياط ومياط. ومشاكل على الصراط. وشفاعة من قريش.
ولماذا وليش. نزلت القصيدة اللندنية. إثر عملية قيصرية. فجاءت
مسخأ قبيحا. كاتفاقية غزة / أريحا. مدفونة بين الصفحات. وكأنها
عورة من العورات. أو سوأة من السوات. لا يعثر عليها زيد ولا عبيد.
ولا أذكى كلاب الصيد. ومكتوبة ببنط دقيق يدفع إلى السآمة. لا تراه
حتى زرقاء اليمامة. هذا غير الأخطاء المطبعية. والأغلاط النحوية.
عندها قررت أن أترك الأشعار. وأفتح مطعما قرب «يلدزلار» لعل
الأستاذ جهاد يأكل عندي وجبتين. فقد قيل: اطعم الفم تستح العين.
وليش. نزلت القصيدة اللندنية. إثر عملية قيصرية. فجاءت
مسخأ قبيحا. كاتفاقية غزة / أريحا. مدفونة بين الصفحات. وكأنها
عورة من العورات. أو سوأة من السوات. لا يعثر عليها زيد ولا عبيد.
ولا أذكى كلاب الصيد. ومكتوبة ببنط دقيق يدفع إلى السآمة. لا تراه
حتى زرقاء اليمامة. هذا غير الأخطاء المطبعية. والأغلاط النحوية.
عندها قررت أن أترك الأشعار. وأفتح مطعما قرب «يلدزلار» لعل
الأستاذ جهاد يأكل عندي وجبتين. فقد قيل: اطعم الفم تستح العين.