المقالات

السعودية رافعة رأسها ، وإيران خاسرة لمستقبلها

إن النية الصادقة والعزيمة على فعل الخير دأب الصالحين ، فهم يسعون جاهدين للعمل بما يرضي الله.
إن الملك عبد العزيز – رحمه الله – لما أسس المملكة العربية السعودية على الاعتصام بحبل الله وتحقيق العدل والرخاء لأهلها حفظها الله وجعلها تحت قيادة رشيدة حكيمة على ممر الأيام والأزمان.
شهد العالم فضل المملكة العربية السعودية عبر العصور على أنها دولة ذات وزن سياسي ثقيل ، لأنها اثبتت أمام العالم قوتها المستمدة من تعاليم الاسلام والتي تنص على احترام الإنسانية ، والسعي لما يحقق الأمن والاستقرار أمام العالم ، فكانت موقفها دائما دعم القضايا العادلة وأعظمها القضية الفلسطينية التي جعلتها هي الأولى في الدعم حسيًا ومعنويًا .
والعكس من ذلك ظهرت الثورة الايرانية على يد الخميني ١٩٧٩م حاملة راية التدمير والتخريب في المنطقة العربية لارادة بسط الهيمنة الفارسية المجوسية التي أزالها الاسلام ، مؤمنة بولاية الفقيه في طهران على أن العالم ينبغي الاعتراف بما تسمى بالثورة الايرانية ، فقامت بتجهيز معداتها العسكرية بتاجيج نار أول حرب بينها وبين العراق ، لتكون رسالة الإرهاب لديها أمام العالم ، فما من دولة من دول الجوار الا وشهدت أحداثا ارهابية من النظام الإيراني .

كان التفكير الأول لإيران القيام بتصدير الثورة إلى العالم إقامة المدارس الشيعية في العالم بعد استجلاب أبناء المسلمين إلى إيران والعودة إلى دولهم معلنين الولاء للصنم الأكبر الولي الفقيه .
وبعد عدم نجاح رسالة التشيع من خلال المدارس بجهود علماء السنة الذين بينوا للناس خطورة الثورة الايرانية في تهديد العالم .
فمن هنا بدأت إيران معاداتها العلنية للملكة العربية السعودية من خلال التصريحات بمحاربةالسعودية بإرسال رسائل التفجيرات إليها في مدنها وقراها من الإرهابين .

نظرت إيران إلى أنها فشلت في حربها مع العراق فكانت هي من خططت للغزو العراقي لتجد موطئ قدم لزرع الطائفية في المنطقة ، ولتكون العراق مولية وجهها نحو إيران ، فصنعت المليشيات والحشود الشعبية لتقسيم العراق وإبادة أهلها الأحرارالمنتمون إلى أهل السنة والجماعة .
وبعد مقتل المنشق السعودي نمر النمر الموالي لنظام ولاية الفقيه في طهران رفعت إيران راية الانتقام لمقتله وذلك بإحراق سفارة المملكة العربية السعودية في طهران والقنصلية في مشهد عام ٢٠١٦م .
وهذا العمل الإجرامي ليؤكد للجميع على أنه لولم يكن لإيران أمل في زعزعة نمر النمر أمن السعودية لما كان لها ان تقوم بهذا العمل الجبان .
فالإرهاب الإيراني معلوم أمره ، وتم اسناد امر تنفيذه إلى قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ، فبدأ بالعراق بالمليشيات المسلحة والحشود الشعبية لتصفية العراقين ، وواصل عدوانه العلني في سوريا مشاركا الأسد في التدمير والتخريب ، وكان الدور الأكبر في إجرامه دعم الحوثيين في اليمن لتحويل صنعاء إلى دمار شامل .

إن إيران ظنت ان دعمها للحوثيين في اليمن بالعبث في اليمن وإخراج الشرعية فيها برئاسة هادي سيكون دافعًا وتعزيزا لإرهابها ضد المملكة العربية السعودية لكونها تجمع الحدود مع اليمن لكن المملكة بفضل الله ثم بجهود قيادتها الرشيدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله – قامت جنودها البواسل بعيونهم الساهرة لحماية الحرمين بالتصدي للمرتزقة الحوثيين .
لقد استعملت إيران الحوثيين في إطلاق الصواريخ إلى مدن المملكة ذات الصنع الإيراني تارة اتجاه مكة المكرمة بجهة الطائف ، وتارة بضرب مطار أبها الدولي ، وما جرى في شركة أرامكو السعودية وإحراقها لتثبت عدوانية إيران على السعودية.

وعندما نعود إلى الوراء نجد أن إيران هي مجرد تصريحات وتهديدات ، ولكنها لن تستطيع خوض معركة قتالية لأن امرها مكشوف لدى الجميع ، ففي كثير من الأحيان يريد تعاطف المسلمين معها بذكر قضية فلسطين انها هي شغلها الشاغل ، ولكن المسلمين أدركوا انه لاعلاقة لإيران مع القضية الفلسطينية لأن القدس ثالث الحرمين الشريفين وهي تعادي الحرم المكي والمدني .
فمن حارب السعودية سعى لخرابها سلط الله عليه العذاب فكان ذلك جزاء قاسم سليماني هلاكه ليكون نظام ولاية الفقيه في منتهى حياته ، وليعلم الجميع أن المفسدين مهما طغوا وتكبروا فلن يجدوا طريقًا للنجاة من عذاب الله.

لما احرقت إيران سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد ظنت انها اليوم في استخدام عصابتها الإرهابية في إحراق سفارة الولايات المتحدة الامريكية وقتل امريكين فيها يكون حدثا منسيا دون عقاب كغيره ، لكن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت درسا مفادها هلاك قاسم سليماني وشركاؤه في الإرهاب على يد طائرة مسيرة ،
ان السعودية اليوم ترفع رأسها بالتزامها بالصبر الجميل حتى كتب الله لها النصر العزيز بزوال منفذ أوامر طهران في التدمير والتخريب .
المملكة آمنة مطمئنة لأنها تحت قيادة عادلة حكيمة ، جهودها خدمة الإنسانية ، والسعي لما يحقق السلام العالمي .

إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button