بعد مقتل الإرهابي المجرم قاسم سليماني، أصبح من المعلوم والمؤكد أن أمريكا لا تكترث بإزهاق أرواح الأبرياء، ولا يهمها دماء المسلمين المراقة بالأيادي الملوثة لسليماني ومليشياته في العراق وسوريا ولبنان واليمن، فهذه الدول العربية الأربع هي التي تسيطر عليها إيران من خلال قائدها الهالك سواء بقيادته مباشرة أو تحت إشرافه وبقيادة مجرم آخر ..
أمريكا ظلت بضع سنوات تراقب المشهد الدموي الذي يرتكبه سليماني ضد الطوائف السنية تحديدًا بالدول العربية، ولم تحرك أمريكا ساكنًا، ولم يستيقظ لديها أي ضمير إنساني أو مصالح مشتركة بينها وبين حلفائها العرب، بالرغم مما تشاهده من جرائم القتل والتدمير والتخريب لكل ماهو عربي من قبل ذلك الصفوي الحاقد ..
وبعد أن تطاول سليماني على الاعتداء على السفارة الأمريكية في العراق، استيقظت أمريكا واستنفرت قواتها، ورصدت هدفها وقتلته في غضون ساعات من اعتدائه على السفارة، وحينها فقط وصفته بالإرهابي !!
نعم إنها أمريكا التي لا تتحرك إلا لحماية الأمريكيين فقط، وقد أعلنتها صراحة على لسان الرئيس ووزير خارجيته ..
وإزاء هذا الحدث، كانت ردة الفعل الإيرانية توحي بأن الحرب العالمية الثالثة على وشك الاندلاع، وذلك من خلال ارتفاع نبرة التهديد الإيراني بالرد الساحق الماحق، والثأر المجلجل لسليماني باستهداف جميع المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط؛ وصولًا إلى إخراج القوات الأمريكية من كامل المنطقة، وبالمقابل تصدر إشارات هادئة من أمريكا تقول لإيران انتهى الأمر وقتلنا الإرهابي ودعونا نتفاوض ..
ولكن الملالي والغطرسة الفارسية الكاذبة تصر على الانتقام لسليماني .. فحبس العالم أنفاسه وانتظر الرد القاسي الإيراني، فإذا به رد مخجل وجبان ومتفق عليه بينهم وبين الأمريكيين، والدليل أن القواعد الأمريكية المستهدفة في العراق قد أخليت تمامًا من القوات العسكرية قبل تنفيذ الرد الإيراني الهزيل بساعات، وكل مافي الأمر هو حفظ ماء الوجه للإيرانيين أمام شعبهم الذي وعدوه بالانتقام لسليماني ..
ثم ماذا بعد ؟! لاشيء ..
أمريكا قطعت رأس الأفعى الإيرانية، وعادت بثقة وقوة لتفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران، وتقول لهم يكفيكم هذا العبث ودعونا نستأنف المفاوضات لنعيش حياة أفضل وسلام واستقرار.
د. جرمان أحمد الشهري
هذا الواقع الحقيقي ابا وليد وهو الحقيقه أحسنت الطرح
حياك الله أبا فيصل ..
وشكراً لمرورك وتعليقك .