الثقافيةحوارات خاصة

القحطاني: الكلمات الأجنبية الدخيلة خطر كبير على هوية الشباب

(مكة) – عبدالله الزهراني
لغة الآباء والأجداد وقبل ذلك لغة القرآن الكريم، ستبقى حيّة قويّة وملهمة مهما مضى بها الزمان ومهما تغيّرت حولها الظروف، فهي خالدة بخلود هذا الكون العامر بحيوية أحرفها وجميل كلماتها.

وحفاظًا عليها وعلى جذورها الأصيلة مما يعتريها من ألفاظ وكلمات دخيلة، أطلقت أستاذ الأدب والنقد الحديث المساعد بجامعة الملك سعود الدكتور نورة سعيد القحطاني برفقة زميلاتها مبادرة تطوعية بعنوان “عبر بالعربية”.
وعن تلك المبادرة وأهدافها وخططها للنهوض باللغة العربية وإعادة البريق إليها من أمام الكلمات الأجنبية الدخيلة عليها، كان لصحيفة “مكة” الإلكترونية لقاء مع الدكتورة نورة القحطاني:

‏متى لاحت الفكرة في الأفق؟ ‏وما هي الأهداف التي ترجونها منها؟
‏الفكرة كانت حاضرة في الذهن منذ زمن، حين لاحظت مع غيري من الزميلات الضعف المنتشر بين طالبات الجامعة في مهارات التحدث والكتابة بالعربية في مختلف التخصصات.
حيث إن قسم اللغة العربية كما تعلم يدرّس مقررات عامة لجميع الكليات العلمية والإنسانية، ومن خلال رحلة التدريس لمستُ كغيري تراجعا لاستخدام العربية، وانتشارا لكلمات أجنبية دخيلة بديلة للعربية، وفي هذا خطر كبير على الهوية خاصة بين جيل الشباب.
‏ومن هنا بادرتُ مع فريق العمل في وحدة البحث العلمي بكلية الآداب إلى إطلاق هذه المبادرة في يوم احتفالنا باليوم العالمي للغة العربية في ديسمبر الماضي.
‏وهي مبادرة تطوعية تهدف إلى تعزيز استخدام اللغة العربية حفاظا على الهوية، ونشرها للمعرفة ودعما للتواصل بالعربية بما يثري مهارات الشباب، ويساعدهم على تبني أساليب تعبير جيدة عن المواقف الحياتية المختلفة بلغة عربية سليمة شفويًا وكتابيًا.

‏كيف وجدتِ التفاعل مع المبادرة؟
‏المبادرة ما زالت في طور التأسيس ونعمل حاليا على المحتوى لتظهر كما يليق بها وكما خططنا لها. ومع ذلك وجدنا ولله الحمد تشجيعا جيدا ودعما من وكيلة الكلية التي دشنت هذه المبادرة، وتلقينا تشجيعا واقتراحات من زملاء وزميلات.

كما قام أكاديميون وأكاديميات من جامعات مختلفة بدعم حساب المبادرة (عبّر بالعربية bi_alarabiyya@) على منصة تويتر، وأتوجه لهم ولهن بالشكر والتقدير لهذا الدعم.
ونحن الآن بصدد تكثيف الإعلان عنها دعما لأهدافها التطوعية التي سنعمل على تحقيقها من خلال تنفيذ برامج تدريبية، وورش عمل ومحتوى إلكتروني يعزز استخدام العربية، ويجوّد الكتابة بأساليب عربية جيدة، تخدم طلبة العلم في مراحل متنوعة.

كما أن هذه المبادرة ومثلها هي أيضًا وسيلة للتعبير عن الإبداع وصياغة هوية فردية سليمة وتعزيز أو الحفاظ على الإحساس باللغة لدى المجتمع. وختاما شكرا وافرا لصحيفة مكة على التفاتها واهتمامها بالمبادرة وهو دليل حرصها على اللغة والهوية من خلال متابعتها وطرحها لكل ما يعمق هويتنا العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى