بعد كم يوم من التهرب المتعمد من طهران الآثمة ونكران فاضح وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار لما تسببت به من إسقاط طائرة مدنية تحمل ركابا مدنيين أعلنت عبر وكالتها عدم تعرضها للطائرة المنكوبة وإنما كان بسبب خلل فني بعد إقلاعها غير آبهة بالنظام العالمي وبعد أن فضحتها الفديوهات وما تناقلته وسائل التواصل وقنوات فضائية تعترف اليوم حكومة الملالي بإسقاط الطائرة التي كانت تقل 180 راكبا وتقول أنه خطأ غير مقصود بمعنى أن هذا النظام الذي يرى أنه يستطيع الوقوف في وجه أمريكا لا يحسن التصرف ولا يستطيع التحكم في آلته الحربية التي قد تظل طريقها لتصيب الصديق قبل العدو وهذا ما حصل وينتظر أسر هؤلاء الركاب ودولهم عقوبات رادعة لهذا النظام الغبي الذي أصبح يتخبط بطريقة لم يعد يستطيع إخفاؤها أمام العالم اليوم .
إيران تتراجع بدون حياء ولا حتى حفظ ماء لوجهها الكالح الملثم بسواد عمائم معمميها الملالي وتعلن أمام العالم أن الطائرة الأوكرانية قد أصيبت بصاروخ عن طريق الخطأ وأن الذي قام بالعملية سيقدم فورا للمحاكمة والعجب هنا أنهم يفكرون بعقول غبية أنهم سيضحون بشخص لينقذوا موقفهم من العملية التي ذهب ضحيتها أناس أبرياء كانوا ضيوفا على طهران في الوقت الذي يتحججون بأن الطائرة أقلعت في وقت تعيش إيران وقتا عصيبا مع أمريكا التي قتلت سليماني وبهذا فإن إيران قد حققت ضربتها المقايضة لضربة أمريكا الموجعة باستهداف طائرة مدنية وقتل من فيها في حدود عاصمتها الملطخة بسياسات حمقاء لم يشهد التاريخ لها مثيل .
إيران التي عثت فسادا وإفسادا في عدد من الدول العربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن ولازالت تطمع بأن تمتد أذرعها ومليشياتها لبلدان أخرى لازالت رغم العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها أمريكا عبر رئيسها ” ترامب” وحكومته إلا أنها لازالت تعيش كبرياء وغطرسة يسايرها إعلام كاذب وحلفاء مأسورون باعتقادات فاسدة لا علاقة لها بالدين الإسلامي لا من قريب ولا من بعيد ومع هذا وهذه الدول التي وقعت تحت طائلة مليشياتها تصيح حكوماتها بأعلى صوت وتقول للأمم المتحدة أنقذونا من إيران ومن أذرعها ولكن للأسف لم تجد آذانا صاغية لطلبها كما هي اليوم العراق ومواطنوها الذين يتظاهرون ويعلنون طلب خروج بغداد من تحت عباءة الملالي الذين ينتشرون بشكل يفوق أبناء البلد تنظيما وتسليحا يقتلون به مواطنين أبرياء لمجردأنهم يريدون الحياة الكريمة في وطنهم .
طبعا هناك اتفاقيات دولية ضمن ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات سلامة الطيران المدني ضمن معاهدات دولية وقعتها الدول ذات العلاقة في لاهاي المتضمن قمع الاستيلاء غير المشروع على الطائرات المدنية وما تلاها من تعديلات جميعها تهدف لسلامة الطيران المدني وتجنيبه أي أعمال قد تؤدي بحياة الركاب والناقل باعتبار أن أي طائرة تصبح في حالة طيران حتى ولو لم تقلع بركابها فكيف سيكون الوضع في حالة طيرانها بالتأكيد أن العقوبة مشددة على من يعرضها للخطر فمابالك بمن يسقطها وفوق هذا ينكر إسقاطها ثم بعد فضحه يعترف بإسقاطها فماذا يا ترى يتخذ مجلس الأمن من هكذا قضية وكأنها لعبة أتاري لدى هذا النظام الفاسد !؟
إيران تحتاج لمن يوقفها عند حدودها الدنيا إذ لم يعد للعقوبات الاقتصادية جدوى مع نظام يتعمد نشر مليشياته لقتل الناس والاستيلاء على الممتلكات ويريد يقيم ممالك في بلدان لا علاقة له إلا أنه استطاع مد مخالبه إلى ضعاف النفوس فيها من الموالين لنظامه ومذهبه حتى تملك زمام ومفاصل تلك الحكومات بتنظيمات تهدم ولا تبني تدير معارك بين مواطني هذه الشعوب بطريقة فرق تسد ويستولي على مقدرات هذه الدول عن طريق عملائه المدربين وهنا يبرز التساؤل الذي وإن كررناه فهو حق مشروع ونوجهه لأمريكا بالذات المعنية بحماية العراق اليوم وفق اتفاقيات ثنائية بعد أن دمر وتحول لكونتينات مسجونة في مدن ومخيمات نازحين لا فرق بينه والسؤال :
قامت أمريكا وفق عمليات استخباراتية في عام 1980م تنسيق الجهود بينها وبين ربيبتها في الشرق الأوسط لمتابعة نشاط المفاعل النووي العراقي المعد للأعمال السلمية وفي عام 1981م وبمشاركة ثمان طائرات عن طريق الحرب بالوكالة الذي تديره وقت الحاجة إسرائيل بعد تلقي التوجيهات من أمريكا ويقال حينها أن لإيران دور في تدمير ذلك المفاعل بواسطة طائرات استطلاعية قبل تنفيذ العملية بقرابة تسعة أشهر بعد هزيمة إيران من العراق وتخوف إسرائيل من القوة العراقية التي اصطفت إلى جانب إيران لنسف هذا المفاعل الذي قام وفقا لاتفاقية بين فرنسا والعراق لكن الأولى للأسف لم تحم هذه المنشأة في العراق حينها وأصبح أثرا بعد عين وسؤالنا وإن تأخر لماذا تطيل أمريكا أمد التفاوض مع إيران حول مفاعلها النووي ولم تمتد إليه يد أمريكا حتى اليوم رغم تهديدات طهران المتواصلة وتملصها من الاتفاقات وعدم خضوع المفاعل لتفتيش الدقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة لمراقبة الاستخدامات السلمية للطاقة النووية !؟؟
يا سادة يا كرام إيران بحاجة لقمع أقوى من الحرب بواسطة الحصار الاقتصادي سواء بصورة فردية على كبرائها أو بشكل أكبر فهو لن يضر بمصالح الملالي بقدر ما يضر بالمواطن الذي لا حول له ولا قوة والذي بحاجة لمن يعينه على إسقاط هذا النظام لا كما يقول ترامب في خطاباته وتصريحاته : نحن لا نريد تغيير النظام في إيران !! أجل كيف تعاقب شعب كامل بجرم قادة وحكومة ظالمة غاشمة على شعبها وعلى الشعوب الأخرى خارج حدودها من خلال القمع الداخلي والقتل الممنهج ومن خلال زرع الفتن والقلاقل ومد أذرعها الماليشية والتدخل في شؤون الدول المجاورة والبعيدة وممارسة الإرهاب المنظم بالسلاح والتمويل على حساب إفقار الشعب الإيراني المغلوب على أمره !؟
نقطة نظام :
أمريكا لازالت تتعامل مع إيران بالجزرة مقابل تعاملها مع غيرها بالعصا وهذا ما يجعل العالم العربي لا يثق في نواياها في حل القضايا العالقة بسبب هذه الأنظمة التي يديرها معممون ربما محميون من قوى لها نفوذها في الأمم المتحدة وليتذكر المجتمع الدولي أن هذا النظام عبثي بما يملك من عتاد عسكري وربما نووي لا يقبل الخطأ في الحسابات !