د. عبدالحفيظ محبوب

الدور السعودي في وقف التصعيد في المنطقة ومعالجة المخاوف الأمنية المشتركة مع الولايات المتحدة

التقى الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بمقر الخارجية الأمريكية في واشنطن في 6/1/2020 وتم بحث ما يمكن عمله للحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، ودارت النقاشات حول كيفية خفض التصعيد وتجنب مواجهة عسكرية في منطقة الخليج، وفي الوقت نفسه اتخاذ سبل دبلوماسية مع المجتمع الدولي لتوضيح مخاطر اندلاع حرب أخرى في المنطقة عقب العلمية الأميركية لتقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ويشدد موقف السعودية في هذا الإطار على ضرورة ضبط النفس وخفض التوترات وإحباط محاولات استفزازية قد تقوم بها طهران ضد السعودية مثلما قامت بضرب منشآت أرامكو وفي نفس الوقت تحمل السعودية إيران المسؤولية ووقف تدخلاتها في دول المنطقة.

كما أجرى نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في 7/1/2100 في البيت الأبيض مناقشة التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط والجهود المشتركة للحد من التوترات وتجنيب التصعيدات التي تزيد من زعزعة استقرار المنطقة في ضوء استفزازات النظام الإيراني وأنشطته المزعزعة للاستقرار، مجددا التزام المملكة بالعمل من كثب مع الولايات المتحدة للعمل على استقرار المنطقة ومعالجة المخاوف الأمنية المشتركة للبلدين.

السعودية دولة محورية تقدر المواقف ولن تنجر خلف استفزازات تعرض منطقتها لضربات عشوائية أو الدخول في مواجهة مباشرة لن يخرج منها أي طرف كاسب بل الجميع يخرج منها خاسر، وأكبر مثال على ذلك المجتمع الدولي يرفض أن تحسم السعودية الانقلاب الحوثي في اليمن وإعادة الأمن إلى المنطقة.

في المقابل أكد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن موقف الولايات المتحدة واضح في مواجهة الاستفزازات الإيرانية من أن إدارة الرئيس ترمب لن تتردد في اتخاذ رد فعل سريع وحاسم على أي تهديدات إيرانية لحماية المصالح الأميركية وحماية الأصدقاء والحلفاء في منطقة الشرق الأوسط، لكن السعودية تدرك أن الولايات المتحدة لم تقم بقتل سليماني ردا على حرب السفن أو ردا على الهجمات على منشآت أرامكو بل قامت بقتل الجنرال سليماني ردا على محاصرة وكلاء إيران في العراق السفارة الأميركية في بغداد، وكانت خشيتها أن تتحول إلى قضية الرهائن في عهد الخميني أو قتل السفير الأمريكي في السفارة الليبية والتي بسببها خسرت هيلاري كيلنتون الرئاسة.

أيضا أرسلت السعودية الأمير تركي بن محمد بن فهد الذي نقل رسالة شفوية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وطالب على اثر هذه الرسالة الشفوية مجلس الوزراء الكويتي المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته التاريخية في صيانة أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية من العالم داعيا الأطراف كافة إلى ضبط النفس لتجاوز المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة.

فمن الاتحاد الأوربي إلى الحلف الأطلسي امتدادا إلى روسيا والصين فضلا عن الأطراف الإقليمية تختصر الرسالة الموجهة إلى القيادة الإيرانية الأول دعوتها للامتناع عن عمل أي تصعيد من شانه أن يزيد مخاطر اندلاع مواجهة واسعة في الشرق الأوسط ومياه الخليج والثاني حثها على البقاء داخل الاتفاق النووي والتراجع عن الإجراءات المتلاحقة التي اتخذتها إزاءه وآخرها ما قررته للمرحلة الخامسة الأخيرة من تخليها عن التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق، جاء هذا في البيان الثلاثي الذي صدر عن قادة الدول الأوربية الثلاث الموقعة على اتفاق عام 2015 فرنسا وبريطانيا وألمانيا والتي نددت بالهجمات التي استهدفت مواقع التحالف في العراق والتعبير عن القلق الكبير للدور السلبي الذي تلعبه إيران في المنطقة خصوصا قوة القدس التي كان يقودها الجنرال قاسم سليماني بعد ذلك دعا الأوربيون الأطراف كافة إلى ضبط النفس والتصرف بمسؤولية وخصوا بالذكر إيران التي عليها أن تمتنع عن أي عمل عنفي أو من شأنه تسهيل انتشار السلاح النووي.

بسبب ذلك تعهد الرئيس ترمب بأنه لن يسمح لإيران امتلاك سلاح نووي وذلك غداة إعلان طهران قرارها التخلي عن الالتزام بقيود في تخصيب اليورانيوم في 6/1/2020 وذلك بعد ساعات من تجديد تهديده لإيران برد يشمل استهداف المواقع الثقافية يقصد المراكز التي تدير منها طهران هجمات سيبرانية وإلكترونية غير مشروعة في حال قامت بتنفيذ تهديداتها بالرد على مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في الضربة الجوية التي استهدفته مع القائد في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس 3/1/2020 وكتب الرئيس ترمب إيران لن تمتلك أبدا سلاحا نوويا الذي انسحب من هذا الاتفاق عام 2018 المبرم عام 2015 بين إيران والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي وألمانيا.

وانتقد بومبيو وزير خارجية أميركا إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تعامله مع الخطر الإيراني وقال لدينا مقاربة مختلفة تماما أبلغنا الإيرانيين كفى لا يمكن أن تفلتوا باستخدام الوكلاء وتظنوا أن بلادكم ستكون في أمن وأمان سنرد على صناع القرار الفعليين في إيران الذين يسببون التهديد …  فهل دخلت المنطقة مرحلة جديدة من الصراع … ولكنه هذه المرة سيكون مع إيران ووكلائها؟.

 

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button