عوضه الدوسي

الباحة بين الذاكرة التاريخية والأنساق الثقافية

لازلت اجزم ان منطقة الباحة تمتاز عن غيرها من مناطق المملكة في الجوانب الثقافية والاستثمارية والسياحية وذلك بحكم موقعها الجغرافي الى جانب قربها من مكة المكرمة وهذا ما يجعلها تتقدم مرتبة عن غيرها من مناطق المملكة ،فضلاً عن تباين واضح لطبيعتها الجغرافية التي تجتمع فيها بيئات مختلفة فالساحل يقع في غربها مع مد جغرافي محاذ لسلسة جبال السروات وطقس تنخفض فيه درجات الحرارة في فصل الصيف نظرا لارتفاعه نسبيا عن سطح البحرجهة أعالي الجبال ،اما البيئة الصحراوية فهي في شرق المنطقة وهي امتداد للبيئة النجدية من حيث طبيعة الأرض والأشجار والنباتات وحياة الانسان ، ويقع بين البعدين سلسلة جبال السروات هذه التباينات هي ما يجعلني اجزم بذلك،  وما كنت اجزم لولا منطلقات وطنية ورسالة اهدف الى ايصالها مع بعد قيمي أتطلع فيه إلى رؤية مستقبلية ننطلق من خلالها الى ابعاد الماضي الذي أشرق من جنباته الواقع الفكري للامة الإسلامية ذلك الواقع المشرق الذي لايزال عليه الدرس قائم الى يوم الناس هذا ، وقد الّفَ من محتواه المنصفات وكتب المعاجم ، وامتداداً لهذه المعطيات وهذه الذاكرة التاريخية الزاخرة نتطلع اليوم الى عمل فاعل يتحقق من وراءه جوانب مختلفة وفقا لتطلعات الرؤية الوطنية 2030 وقد سقت مبررات لذلك في أكثر من مقال واليوم اضع هذا العنوان الذي يتسق تماما مع وضع المنطقة فالذاكرة التاريخية لاتزال تحفل بها المكتبة العربية والإسلامية ويأتي هذا التلاقي بين الماضي المشرق والحاضر المتوثب في ظل قيادة طموحة نحو تطلعات لا حدود لها ، تلك التطلعات التي بدورها تغني جيل الشباب وتعزز قيم الموروث وبكل ابعاده فضلا عن تحقيق المنافع الوطنية الأخرى سواء كانت اقتصادية او فكرية تحقق قيم  ثقافية توصلنا بالجذور التاريخية التي تشع بفتائل من نور من ارث حضاري ممتد لأكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، الى جانب فتح منافذ شغل جديدة في ظل تراجع الكثير من الاقتصادات التي كان يعول عليها في الماضي القريب. ويحذوني الكثير من الآمال لمستقبل المنطقة وخصوصا ان هناك حضورا حافلا من قبل شرائح متعددة من الاوساط النخبوية في الاروقة الثقافية والفكرية بالمنطقة ويتم ذلك برعاية كريمة من سمو الامير حسام بن سعود يحفظه الله فمن أيام قليلة احتضن النادي الادبي أمسية ثقافية بعنوان (العمق الثقافي والبعد التاريخي لمنطقة الباحة)  فقد كان حضور سمو امير المنطقة للأمسية الثقافية التي القاها الأستاذ إبراهيم بن يحي الزهراني حافزا الى تقديم المزيد ودفع الباحثين والمؤرخين الى منصة البحث مع استقطاب جهات فاعلة في الاستثمار تدرك واقع المثنماتالتاريخية والثقافية وكذا الجغرافية وتسعى لتحقق برنامج الرؤية ومن منطلقات برنامج التحول الوطني الذي يهدف الى رسم البرامج والخطط التي تكون كفيلة بتحقيق طموحات القيادة وفقها الله، ولذا كانت المؤشرات الأولية تبشر بالخيرفقد تفاعل الكثير من الكتاب والفاعلين في الساحة الثقافية وكانت هناك ردود أفعال إيجابية حول مستقبل المنطقة لاسيما ان هناك انساق ثقافية متعددة لاتزال راكزه في الوجود كفيلة بان تضع المنطقة في الصف الأول للسياحة ولا ابالغ ان قلت كذلك في الاقتصاد اذا اخذ بعين الاعتبار الخطة المستقبلية للسياحة  التي تستهدف استقبال 30 مليون معتمر في العام الواحد وهذا الرقم الكبير سيكون لمنطقة الباحة النصيب الأوفر اذا عُد خطة لذلك مع بنى تحتية وطرق بديلة من الساحل والجبل مع استدعاء للإرث الثقافي والتاريخي وقامة البرامج التي تجعل وافد الباحة يعيش الحقبة التاريخية من واقع الجغرافيا نفسها.

اخيراً وبعد هذه العجالة يمكنني القول بأنه لايزال هناك أرى متنوعة تتنوع بحسب توجه صاحبها نظرا لتعدد الانساق الثقافية وعمق الذاكرة التاريخية وتنوع الأمكنة الجغرافية ففي ثنايا الباحة وفي تضاعيفها ما هو متنوع ومتعدد ومختلف وقد يطول فيه الشرح والدراسة.

                                                                         

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button