الثقافية

“استراحةُ الخميس”

الشعر العربي ظاهرة إلقائية.. غير صحية

ظاهرة إلقائية

متى يكف الشعر العربي عن كونه ظاهرة إلقائية؟

لا يمر شهر واحد علي دون أن أتلقى دعوة لإقامةأو إحياء

أمسية شعرية.. ولا تمر علي دعوة واحدة دون اعتذار.

وعبر تجربتي مع الشعر، هذه التجرية التي تتجاوز خمسة وأربعين

سنة، لم تكن هناك سوى أقل من عشرين أمسية شعرية..

أو أكثر ..قليلا ..

أي بمعدل أمسية شعرية كل سنتين..

والسبب؟!

السبب أني أرى أن الأمسيات الشعرية لا تكشف عن جمال

الشعر، (وإن فعلت ذلك، كان ذلك ممرضأ) بقدر ما تكشف عن جمال

الحنجرة.

.. بمعنى أن الجمهور لا يعجب بشعر وإنما يطرب لإلقاء..

وأنا، إما لتواضع زائد أو لغرور زائد، أود لشعري أن يحكم عليه

من دون «محسنات» صوتية.

.. دون تصفيق.

.. ودون «أعد»..

ولا أعتقد أن في القاموس العربي كلمة «تنرفزني» مثل كلمة

(أعد).. (باستثناء الخصخصة والخوصصة!) ومثل «أحسنت»…

أتصور عندما أسمع هذه الكلماتوأمثالهاأني حيوان من

حيوانات السرك المدربة.

.. أتذكر أيام: «من بالباب من الشعراء؟

.. وأيام : «یا غلام!املأ فاه جوهرا!»..

ومع ذلك تجد من الشعراء من يعتبر التصفيق مقياس النجاح..

الوحيد.. الأوحد !!

متى إذن، نتجاوز المرحلة «السماعية» إلى المرحلة «العقلية» ..

أو المرحلة «الروحية» ؟..

من دون هذا التجاوز سوف يظل الشعر العربي ظاهرة إلقائية..

وسيكون أعظم الشعراء أضخمهم حنجرة..

أو أقدرهم على القفز أمام الجمهور.. مثل حيوانات السيرك..

ليظفر.. بتصفيق.. أو «أعده»..

أو «أحسنت»..

.. أنا لا أحب أن أعيد ..

رحم الله والديكم.

د.غازي عبدالرحمن القصيبي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أظنه أخطأ رحمه الله

    ولا أدري عن سبب هذه الفلسفة الغريبة المخالفة للواقع !!!!
    الجمهور إذا صفق عند سماع بيت من الشاعر فهذا يعني أنه يستمع وأعجبه البيت أو المقطع الذي صفق له فصفق .. وإذا قال أحدهم : “أعد” فهذا يعني أنه يريد أن يروي عطشه من هذا المعنى أو هذه الصورة الجمالية التي وجدها في البيت الذي طالب الشاعر بإعادته ..
    صوت الشاعر وأسلوبه في الإلقاء إذا كان جميلا أخاذا لابد أن يكون له أثره الكبير في ارتياح الجمهور وتتبع النص كلمة كلمة وبيتا بيتا والإنصات له وتذوقه .. وكيف إذا اجتمع جمال الصوت وجمال النص ؟؟!!
    سيطالب الجمهور باستمرار الشاعر في تشنيف مسامعهم بعزفه ونغمه ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى