المقالات

بدر بن سلطان متحدثًا..

كنت أتابع حديث نائب أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، في ضيافة عكاظ وهو يتحدث دون “تكلف”؛ وكأنني أشاهد للتو بالصوت والصورة حديثًا للمغفور له بإذن الله الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي كان يصافح القلوب ويستثير المشاعر بحديثه، فلا غرابة أن نشاهد ذلك في شخصية وحيوية وثقافة ورصانة الأمير بدر فمن شابه سلطان ماظلم !
الأمير بدأ حديثه بالثناء على صحيفة عكاظ العريقة، وما قدمته على مدى عقود من الزمن حيث أشار سموه إلى أن الصحافة الرصينة الوطنية التي تمثلها عكاظ وغيرها من الصحف الوطنية، هي مرآة المسؤول كونها تسعى لتقصي الحقيقة والكتابة عنها، وهذا يُنير دروب المسؤول، ويرفع وعي المواطن، ويضع المقصر أمام الرأي العام في إشارة إلى أهمية دور الصحافة في بلادنا، وماتقوم به من دور فاعل في تبيان الحقيقة لمجريات الأحداث الداخلية والخارجية.
وأن مكة المكرمة هي درة تاج الرؤية كون خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- يحمل هذا اللقب.
وقد أذهلني سموه حينما قال إنه محظوظ بأن عمل تحت إدارة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وأمير منطقة مكة المكرمة فالأمير خالد بحد ذاته جامعة متنقلة خدم مايقارب خمسة عقود في خدمة دينه ومليكه ووطنه، وأن الأمير خالد هو أمير الثقافة.
وهذا مايعطي إيحاءً إيجابيًا من سموه لكل من يعمل تحت إدارته بأن العمل لا يتوقف عند سن معين، وأن الفكر والتخطيط والابداع لا ينقطع ولا ينتهي ولا يندثر مادام هناك همة كهمة خالد الفيصل،
وقد تجسد جليًا في شخصية الأمير بدر أنه يُنزل الناس منازلها ويعطي كل ذي حق حقه، ويستقى معارفه ونجاحه من مشارب متعددة، كما أن إيمان الأمير بدر بخبرات الآخرين واصرارهم ونجاحاتهم يعطي درسًا نموذجيًا في فن الإدارة.
وأسعدني كثيرًا حديث الأمير بدر أن لدينا ثلاث مدن مليونية هي مكة وجدة والطائف بالإضافة إلى المحافظات الأخرى التي لا تقل أهمية عنها، إلا أن المدن الثلاث كل مدينةٍ منها تحظى بمميزات ومقومات قل أن نجدها في غيرها وهي ميز نسبية وهذه المدن لابد أن يكون بها نوع من التكامل وليس التنافس فقط، في إشارة من سموه
بأن المنظمات الذكية هي التي تؤسس إلى التوازن والتكامل وذكاء إدارتها هو الذي ينعكس على قادة الفرق الذين يعملون بشكل حثيث على توازن فرقهم للوصول إلى أفضل نتائج.

وقد استشرفت من حديث سموه أن الدولة لها مشروع هائل، وهي رؤية 2030 الذي أطلقه سمو ولي العهد وأن عماده هم الشباب كونهم مُرتكز الرؤية الحقيقي للوصول إلى الأهداف المنشودة، وأن هناك خطط طموحة لمنطقة مكة المكرمة وباقي المحافظات التابعة لها وإعادة تشكيل مجلس الشباب.

هذا الحديث المقتضب أعطى رؤية شاملة ولمحة سريعة للمجهود الكبير والخُطى الحثيثة المدروسة الذي يبذلها سموه بتوجيه من أمير منطقة مكة المكرمة للنهوض بها.
كما ظهر جليًا في سمو الأمير بدر قوّة شخصيته ومثله العليا الخاصة؛ لأنه قائد يُثير التوقّعات ويرفع الآخرين إلى مستواه مع توفير رؤية وهدف والعمل نحوها، وقدرته على تصوّر غاية، وتحفيز الآخرين للعمل نحو تلك الغاية.
فهنيئًا لشباب مكة ببدر، وهنيئًا لبدر بشباب مكة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button