الاختبار الصعب الذي تواجهه اليوم إيران ليس طموحها النووي ولا غريزتها في مد نفوذها واستعادة الإمبراطورية الفارسية بالتدخل في شؤون جيرانها منتهكةً بذلك كل القوانين والأعراف الدولية، بل وأبسط مبادئ الجيرة، لكن التحدي الحقيقي هو حالة الوعي التي وصل لها الشعب الإيراني، وكسر جدار الخوف وحاجز الصمت بعد العُري والانكشاف الداخلي للنظام غير المسبوقة ؟!
لا شك أن الشعب الإيراني قد صبر كثيرًا، ولا يزال يرزح تحت طغمة مستبدة تسرق خيراته، وتبدد آماله باسم الدين وشعارات مذهبية ما أنزل الله بها من سلطان، لكنهم ذُهلوا مما آل إليه حالهم ثم كانت القشة التي قصمت الظهر بكذب القادة، وزعمهم أنهم ردوا على مقتل قائد فيلق القدس “قاسم سليماني“، ولم تكن هذه هي المسرحية الوحيدة سيئة الإخراج والصيت ؟! بل تزامن معها فضيحة أكثر ألمًا للشعب الإيراني بعد أن سادت حالة من الرعب والارتباك بين قادة الحرس الثوري لدرجة أن الدفاعات الجوية لم تستطع التمييز بين طائرة مدنية إيرانية مُقلعة من مطار طهران وبين صاروخ الكروز ؟!
لا يُضاهي البرجماتية ـ النفعية ـ الأمريكية سوى نهج الملالي، ويحسب لهم أنهم الأكثر انتهازية بتوظيفهم للدين في خدمة أجندتهم المذهبية والسياسية ولم يتورعوا أن يتخلوا عن آخر ورقة توت طالما باتت مصالحهم مهددة واستمرارهم في سدة الحكم محاطًا بالخطر ؟!
فيلق القدس الذي تم تأسيسه منذ ثلاثة عقود لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل، واختار طريقه لتحرير الأقصى عبر العواصم العربية فأينما وجدت الآلاف من القتلى المسلمين سُنّةً وشيعةً سواءً في العراق أو سوريا أو اليمن وأماكن أخرى فاعرف أن “حلف الصمود والممانعة “قد مرَّ من هناك !
لقد اختارت إيران أن تنحاز في سوريا لمجرم مثل “بشار الأسد” ولم تستطع أن ترى “مظلمة الشعب السوري” الذي خرج ليطالب بالحرية والكرامة، والتحرر من نظام فاسد ومستبد على خلاف ما تحب أن تُروج لنفسها دومًا! ثم تكرر ذات الأمر في العراق مما أجبر الشعب العراقي اليوم على الخروج ضد الطغمة الحاكمة التي جاءت على الدبابة، وسعت في أرض الرافدين خرابًا منذ عام 2003م ولم يجد العراقيون سُنّةً وشيعةً من الحكومات العراقية المتتالية والمحسوبة على إيران، والتي لطالما وعدت إذا وصلت للحكم بأن ينعم العراق بالمنِّ والسلوى ! غير ما نشهده اليوم من دمار وفساد وقهر وظلم قد عمَّ جميع العراقيين حتى ترحَّم الشِّيعة قبل السُنّةً على أيام صدام حسين، وخرجت رموز عديدة من الطائفة الشيعية ليعلنوا ندمهم وليعبروا عن حسرتهم بقولهم: لو كنا نعلم الغيب ! ولو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا ! ما خرجنا على صدام حسين وما ارتضينا أن نكون ألعوبة في يد إيران والأمريكان ؟!
لا مانع ولا وازع لدى النظام الإيراني من التضحية بالجميع، وليس فقط بدماء “قاسم سليماني” في مقابل أن يستمر جاثمًا على صدور الشعب الإيراني ومصادرًا لأحلامه وآماله في العيش الكريم، ولكنه لن يستطيع ترميم سمعته في العالم ولا خداع شعبه في الداخل بعد أن سقط القناع.
لقد رأينا من كبار القادة في إيران، رغم حالة الإنكار التي يعيشونها تخليهم صراحة بلا خجل عن الثأر المزعوم لسليماني خوفًا من وعيد ترامب وتسليم هذه المهمة لأذرعهم العسكرية في المنطقة المغرر بهم الذين يقدمون الولاء للولي الفقيه على الولاء للدين والأوطان ؟!
ختامًا:
نعم لقد دقت ساعة الحقيقة، وعادت إيران لحجمها الطبيعي، ولم يعد أمام النظام الإيراني إلا النزول من فوق الشجرة والقبول بتحكيم منطق العقل والحكمة أو الاستمرار في غيه والاستكبار على الشعب الإيراني المستضعف بعد أن غيّب صوت العقلاء والحكماء من معارضيه ..
فعلا أستاذ عبد الله دقت ساعة الحقيقة فاليوم تشهد المنطقة تحولات كبرى ونسأل الله أن يجمع كلمة العرب ويوحد صفوفهم والمقالة أكثر من رائعة وفقك الله وبارك فيك
لا مانع ولا وازع لدى النظام الإيراني من التضحية بالجميع، وليس فقط بدماء “قاسم سليماني” في مقابل أن يستمر جاثمًا على صدور الشعب الإيراني ومصادرًا لأحلامه وآماله في العيش الكريم، ولكنه لن يستطيع ترميم سمعته في العالم ولا خداع شعبه في الداخل بعد أن سقط القناع.
الله جميل جداً
النظام الإيراني في مراحلة الأخيرة وانكشف أمره للجميع