د. عبدالحفيظ محبوب

رؤية مكة واستراتيجيتها 2030

في خطاب نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان في عكاظ تحدث عن مثلث مكة المكرمة وجدة والطائف وما تمتلكه من مقومات اقتصادية يأتي على رأسها الحج والعمرة والتعدين والصناعة والسياحة مشيرا إلى رؤية المملكة 2030 التي هي بمثابة ثورة شاملة تمر بها السعودية يقودها ولي العهد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين منوها بخبرات أمير منطقة مكة المكرمة مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل ورائد الفكر والثقافة والذي خدم بلاده خمسة عقود وتحت رعايته ستقر منطقة مكة رؤية مكة واستراتيجيتها 2030 في 2020 تحت رعاية نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بمشاركة القطاع الخاص في المنطقة.

وعند الحديث عن مكة المكرمة بشكل خاص فهي المدينة التي أتى إليها إبراهيم عليه السلام بأسرته إلى مكة المكرمة وقال ( ربي إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) فأصبح الحج مصدر رزق لأهل مكة، ولكن لان هاشم والد عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتولى سقاية ورفادة الحجاج باعتباره شرفا توارثته أسرته من بعده فسن رحلتي الشتاء والصيف ما بين اليمن والشام لتامين تكاليف سقاية ورفادة الحجاج .

فأصبحت مكة  المكرمة منذ ذلك اليوم مركزا للتجارة ، ولكن سكان مكة لم يحافظوا على هذه المكانة، بسبب أن مدينة جدة نمت تجاريا بمشاركة أهل مكة المكرمة وتم نقل مركز التجارة من مكة إلى جدة لكنه كان من المفروض تنمية مكة تجاريا بجانب جدة باعتبار أن لمكانة مكة التجارية مكانة تاريخية اقره القران الكريم يجب الحفاظ عليه خصوصا وأن الدولة دشنت في خمرة جدة أكبر منصة لوجستية متكاملة للاستثمار أمام القطاع الخاص حيث تتمتع بشبكة طرق عالية الكفاءة في الربط بين ميناء جدة الإسلامي ومطار الملك عبد العزيز الدولي ووقوعها على مقربة من مسار الجسر البري المتوقع ومع مختلف طرق مدن المملكة الرئيسية.

 ويأتي موقعها على ساحل البحر الأحمر الذي يعد معبرا رئيسيا لحركة التجارة البحرية العالمية وبنسبة تزيد على 13 في المائة فإن منطقة الخمرة اللوجستية ستكون جزءا حيويا من طريق الحرير البحرية ضمن مبادرة الحزام والطريق إلى جانب قربها من المسارات العالمية عالية القيمة، وتعد مظلة لمجموعة من المناطق والمنصات اللوجستية التي ستطلق خلال الفترة المقبلة عبر استراتيجية وخطة شاملة أعدت لها مسبقا سيكون لها أثر لافت على سلاسل الإمداد والقطاع اللوجستي في المملكة تسهم في تعزيز موقع المملكة الاستراتيجي كمحور في حركة التبادل التجاري بين القارات الثلاث أوربا وآسيا وأفريقيا، للارتقاء بمختلف قطاعات الأعمال والإنتاج في المملكة وبشكل خاص في منطقة مكة المكرمة حتى يدفع بالتنمية الشاملة خطوات كبرى خصوصا وأن السعودية قفزت من الترتيب ال40 إلى 34 في مؤشر البنية التحتية.

وتعيش مكة اليوم نهضة عقارية حول الحرم ولكن لم يتمكن أهل مكة من استثمار هذه الطفرة وتحويلها إلى مصدر للنمو والتنمية، ومكة المكرمة لديها مميزات نسبية عديدة لو استثمرها أهل مكة ستحول منطقة مكة إلى منطقة عالية النمو الاقتصادي.

فالحج والعمرة يمكن أهل مكة من استثمار الميزة النسبية التي تتمتع بها مكة المكرمة وتحول خدمات الحج والعمرة إلى صناعة ، وتستثمر شعار صنع في مكة بتوسيع القاعدة الصناعية في ضواحي مكة لان الطبقات الغنية والمتوسطة من الحجاج تفضل شراء الهدايا التي تحمل صنع في مكة على الهدايا التي لا تحمل هذا الشعار .

فوادي السليكون في أمريكا هو ثمرة الشراكة ما بين الجامعات والشركات لان الجامعات هي مصدر المعرفة وبيوت الخبرة هي التي تقوم بتسويق هذه الأفكار للشركات ولرجال الأعمال فتصبح بيوت الخبرة محركات للنمو .

ونحن نعيش اليوم في عصر العولمة الاقتصادية التي أدت إلى الانتشار الواسع للتقنيات المتقدمة التي خفضت من تكاليف التصنيع وقللت من أهمية نظرية الميزة النسبية التي كثيرا ما يتشدق بها البعض مثل صنع في مكة لا يستطيع منافسة الصناعات الصينية وإذا كان ذلك صحيحا نسبيا فان صنع في مكة يمكن أن يصنع صناعات ذات جودة عالية ترتبط بالحج والعمرة وتخصص للطبقتين الغنية والمتوسطة وتدريجيا ستكتسب الصناعة المحلية  صنع في مكة الخبرة الكافية . 

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button