ها نحن بعد ختام مهرجان المسرح العربي نمسك بخيط الأمل بعد أن تابعنا الكثير من التجاربالواقفة على أصولها,
تلك التجارب الشامخة التياستطاعت أن تكون قادرة على إحداث نقلة مهمة سواء على مستوى جودة الصورة أو على مستوىالبناء المسرحي.
كان الاهتمام ينصب على قدرة المسرحيين لإشعال فتيل حراك مسرحي مصدره ( عمّان ) و لك عزيزيالمسرحي ( العربي ) أن تفخر بهكذا ميزة سيما وأن منظومة المهرجان تسير وفق خطة تلم بأدق تفاصيل العمل الحقيقي لإثراء كافة عناصر العرضالمسرحي ( القابل و الممكن ) للتطوير و للتطور
بناء على ( الدافع ) و كذلك هو الحال بالنسبة للمسرحيالذي جعل من هذا المهرجان فرصة حقيقية قادرة على التوهج و على تأسيس بقعة يشع منها الحراك المتنامي الآخذ في التطور بشكل مطرد و حقيقي.
نعود لهذا المهرجان الذي استمر لأسبوع كامل,
والذي اقتنص فيه المسرح الوطني بالجزائر جائزته الكبرى بعرض ( جي بي اس )
يمكننا القول بأن هذا المهرجان كان أيقونة مهمة لتحديث خارطة المسرح العربي بأسره, و لعلي أشير هنا لبعض تجارب الفرق المسرحية بالسعودية فورشة العمل المسرحي مثلا استطاعت استغلال تواجدها في أغلب المهرجانات العربية و الدولية لتطور من حالة صناعة الفرجة المسرحية و هذا أثر على خارطة المسرح السعودي بأسره باعتبار أن ورشة العملالمسرحي تحديدا تعتبر حاملة لواء التطوير و ويدين لها المسرحيين السعوديين بهذا.
هذا الأمر الذي لجأت له ورشة العمل المسرحي بالطائف مثال حقيقي على أهمية مثل هذه التظاهرات المسرحية لأنها تُعد بمثابة العصا السحرية التي تؤثر بشكل كامل على كيان المسرحي و تجعله قادرا على تشكيل تفاصيله و رؤاه حسب مايراه من عروض مسرحية تعد الأبرز على مستوىالعالم العربي و تم اختيارها بشكل دقيق لتخدم النسق الذي يحاول المهرجان الوصول إليه من خلال حراكه الدائم و المتجدد و الذي نراه جليا من خلال عروض هذه الدورة المحملة بتساؤلات مختلفة ومغايرة عن التساؤلات التي طُرحت بالدورات السابقة للمهرجان.
هذه التظاهرة مهمة لأنها تساهم في الثبات على هذا الفن النبيل, الثبات على المسرح و وإرسال رسائل حقيقية فحواها أن المسرحي هو الوحيد الذي( يقبض على جمر الإبداع ) كما قال الفنانالسوري زيناتي قدسية في رسالة يوم المسرحالعربي 2016 ”
نمضي في هذه الحياة و كما هو العهد دائمًا نتنفس و نلتقي على المسرح في دورة قادمة من دورات هذا المهرجان الذي يمدنا بالحب، و إلى الملتقى بالمغرب في الدورة ١٣ من عمر المهرجان …
إبراهيم الحارثي