مع ظهور مرض كورونا الجديد الذي تم انتشاره بالصين بشكل سريع وخطير، والذي أعلنت بسببه دولة الصين الحجر على مدينة كاملة للحيلولة من انتشاره خارج تلك المدينة، وجندت كافة إمكانياتها وكوادرها الطبية، وجهاتها المعنية للمتابعة المستمرة، والتي للأسف لم تتمكن حتى اليوم في إيقاف انتشار مرض كورونا الجديد لسرعة انتقال العدوى بين المواطنين والعياذ بالله ..
في الوقت نفسه تم تداول فيلم قصير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام لاحظنا فيه للسوق الصيني في تلك المدينة، والذي يمارس فيه بيع وشراء بعض أنواع المأكولات الحيوانية البحرية والبرية التي دأب على التهامها الشعب الصيني من ثعابين ضخمة، وخفافيش، وطيور، ودواجن، وقوارض، وقطط، وكلاب أكرمكم الله ، وما لاحظناه من ازدحام السوق بالمشترين والبائعين المتجولين، وكيف يمارس البيع غير الصحي وغير الآمن، والذي ربما كان سببًا في انتشار هذا المرض لعدم وجود رقابة صحية بيئية تجارية ودون متابعة تراقب تلك الأسواق.
لذا فإنني أهيب بأمانة العاصمة المقدسة، ووزارة الصحة، ووزارة التجارة والجهات المعنية السرعة في مداهمة سوق قوز النكاسة بمكة هذه المرة، ووضع خطة عمل محكمة لمراقبة هذه الأفعال، وبتر هذا السوق من جذوره حيث يمارس فيه حتى اليوم شبه ما رأيناه في ذلك السوق بالصين حيث البيع للحوم غير الصحية والأسماك المتعفنة والطيور والدواجن المريضة غير الصالحة للاستهلاك البشري، ويمارس البيع والشراء في الهواء الطلق وذبح عشوائي بالطرقات المتسخة وأمام المتسوقين بعيدًا عن التراخيص، والتأهيل، وتوفير الصحة العامة في النظافة والحفظ، والذبح والتبريد.
فمازال للأسف هذا السوق يعمل ليلًا ونهارًا، وحتى منتصف الليل يمارس فيه هذا البيع؛ ليكون بعيدًا عن ساعات عمل لجان المراقبة بالجهات المعنية من أبناء الجاليات المستوطنة بمكة، وأكثرهم من الجالية البرماوية والتي للأسف دأبت على الاستمرار في هذا النهج في البيع والشراء مستهترين بأنظمة الأمانة وصحة البيئة، ومستغلين تعاطف الدولة -حفظها الله- مع ظروفهم وجنسيتهم لتمكينهم الحياة داخل أراضي بلادنا السعودية. ولا ننسى قبل عام واحد تسبب ذلك السوق أيضًا في انتشار الأوبئة ومرض الجرب الذي انتشر من تلك المنطقة، وتعاملت معه الدولة في حينه بكافة كوادرها وإمكانياتها الصحية والطبية، وتم معالجة الوضع في حينه بعد أن كلف الدولة ملايين الريالات.
لذا أوقفوا مثل هذه الأسواق موطن الأمراض دون مجاملة أو استعطاف حفاظًا على الأرواح، وحتى لا نتكلف الكثير لمحاربة هذا المرض الشرس اللعين، والذي كل مسبباته تتوفر في مثل هذا السوق العجيب اليوم .. فمكة المكرمة تستقبل ملايين الزوار والمعتمرين؛ إضافة إلى السكان الأصليين وكلي ثقة في الجهات المعنية السعودية وحتى لا يكون منبعا بانطلاق هذا المرض بمكة لا سمح الله بسبب أمثال هؤلاء غير النظاميين لتشويه كل شيء جميل تسعى الدولة لإنجازه في بلادنا السعودية وتحديدا بمكة المكرمة البلد الأمين .. حفظ الله هذا الوطن قيادة وشعبًا وزوّارًا من شر الأوبئة وهذا المرض القاتل الخطير .. اللهم آمين .
————————
Email:maghrabi2@hotmail.com
ايش رايك تقول البرما سبب مشاكل العالم كله.
انا معاك في مناشدتك وعن نفسي اتمنى إزالة هذا السوق والحي البرناوي لكن لا تلزق خشمهم بكورونا الصين. فهمت علي يا بطل
مقال رائع.. وفوجئت بعدد من لم يعجبهم المقال وأتمنى أن يقرؤوه مرة ثانية وثالثة حتى يستوعبوه . كاتب المقال يطلق صافرة إنذار قبل أن يستفحل خطر مثل هذه الأسواق.