تمكين المرأة يبعد الغطرسة

كنت يوم الخميس الخامس من جمادى الآخرة الجاري، في زيارة لإحدى قطاعاتنا الحكومية الخدمية المهمة جدًا، وزيارتي بالتأكيد لم تكن زيارة ودية ولا ترفيهية، وإنما زيارة مراجعة للحصول على خدمة إلزامية لو تأخرت عنها أكثر من أسبوع لصدر بحقي مخالفة مالية ..

حرصت مثل أي مواطن على محاولة التبكير والمبادرة مع بداية الدوام؛ كي أنجز مهمتي وأخلص شغلي، وفي طريقي إلى تلك الإدارة كنت أفكر وأتساءل :- ياترى هل سأجد من يستقبلني بلطف ويخدمني نظامًا؟ أم إنني كالعادة سأجد موظفين متغطرسين ومأزومين؛ وكأنهم يتفضلون على المراجع بالخدمة !!
وما إن وصلت المكان ودلفت إلى الصالة المعنية بالخدمات، حتى تبددت مخاوفي واطمأنت نفسي لكوني لم ألحظ كثرة (الجلبة) و(الغطرسة) المعتادة سابقًا، فماهو السبب يا ترى ؟

إنه بكل أمانة وصدق توفر العنصر النسائي كموظفات بين أولئك الموظفين الأشاوس ..
نعم إنهن موظفات من فتياتنا الفاضلات نفخر بهن ونعتز بمشاركتهن الإيجابية في خدمة الوطن والمواطن ..

أول مرة ألاحظ في تلك الإدارة، بأن هناك موظفًا يناديك بلطف عندما يراك تقترب من مكتبه، ويبادرك بالعبارة الخدمية اللبقة (( تفضل أي خدمة أقدمها لك )) نعم هذه المبادرة حصلت معي شخصيًا من قبل فتاة نشطة ومقبلة على تأدية عملها بكل إتقان، بعد عبارتها الراقية لي تقدمت خطوة وقلت لها تفضلي، وناولتها بطاقتي القديمة كي استبدلها بالجديدة التي أنجزتها أنا مسبقًا عن طريق برنامج أبشر الرائع ..

فأخذت مابيدي وقالت تفضل ارتاح وسوف أنادي عليك، وبدون مبالغة لم أنتظر أكثر من ثلاث دقائق، إلا وقد انتهت الموظفة من طباعة بطاقتي الجديدة، وتسليمها لي مع عبارة لطيفة أخرى (تفضل وأي خدمة ثانية ؟ ) قلت لها ألف شكر وكثر الله من أمثالك ..

الملاحظ بصفة عامة أن تأثير الموظفات الثلاث المتواجدات بالصالة على بيئة العمل كان واضحًا على جميع الموظفين، حيث اختفت التكشيرة وزال العبوس وانتهت الغطرسة، وحل بدلاً من ذلك المرونة والتفاني وسرعة الإنجاز، فشكرًا من الأعماق لمقام صاحب القرار العظيم في توظيف وتمكين المرأة السعودية من المشاركة الفاعلة في خدمة الوطن والمواطن.