القلم ثلاثة أنواع: قلم خلقه الله، وهو أول الخلائق، وقال له: اكتب قال ما اكتب قال: اكتب مقادير كل شيء، وقلم يحمله ملكان يسجلان به على الإنسان كل شاردة وواردة من أعماله الحسنة والسيئة، وقلم علم الله به الإنسان ما لم يعلم قال تعالى: “الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم”، وهذا القلم به يتعلم الناس ويتحاكمون به ويتخاطبون، ويدونون به علومهم ومعارفهم وأفكارهم ويوثقون به تاريخهم وأنظمتهم ودساتيرهم؛ وهذا القلم هو الذي يسأل عنه الإنسان يوم القيامة على كل خط يخطه بيمينه أو شماله، وبما أن قلمي سوف يستشرف على قراءة في صحيفة مكة الإلكترونية، ويدلو بدلوه في مختلف الثقافات أسأل الله له التوفيق والسداد، وأن يكون عونًا وثراءً لقراءة وأن يجنبه السفه وفحش القول وأن يرزقني الحكمة في حمله على أفضل ما ينبغي قوله وأن يكون خادمًا لوطنه ومجتمعه؛ وإضافة نافعة مع الأقلام الشاهقة من كتاب الوزن الثقيل والريشة في صحافتنا العزيزة، مع الشكر والتقدير لصحيفة “مكة” الإلكترونية التي أعطتني مساحة في أروقتها الساحرة.
أما ما يخص متاجر الأقلام اليوم متعددة الالوان والمذاهب والرؤى والأفكار التي تتزاحم فيها شبكات التواصل الاجتماعي، فمن الممكن أن نشتبك معها دون قواعد اشتباك ثقافية خاصة الأقلام التخريبية والمحرضة والخادعة التي تشن علينا غزوات فضائية وعنكبوتية، وسوف نكون لها بالمرصاد للمحافظة على وحدتنا ومكتسباتنا الحضارية؛ لأن الأقلام الملونة ظاهرها الزخرفة وباطنها الحقد والعداوة والساحة مليئة بها، أما الأقلام الصديقة والصادقة فلها كل الاحترام والتقدير.