سمعنا – ذات مساء – حواراً ثقافياً حول الثقافة واستراتيجيتها ضمن الخطط التنموية ولما كنا على مشارف الخطة التنموية العاشرة التي بدأت 1436هـ /1437هـ وتستمر حتى 1440/1441هـ الموافق 2015-2019م. فإننا نتطلع إلى الخطة التنموية الحادية عشرة التي بدأ الاستعداد والإعداد العملي لها في ردهات وزارة الاقتصاد والتخطيط, ولعل وزارتنا ” وزارة الثقافة ” تقوم بطرح خططها الاستراتيجية للمجال الثقافي بكل قوة واتزان بحيث يكون للثقافة خطها التنموي واعتراف صاحب القرار بكينونتها حتى نتغلب – كمثقفين – على كل مشكلات الثقافة .
أذكر في بداية تعيين الوزير عبد العزيز خوجة لهذه الوزارة قبل عقد من السنين أن اجتمع المثقفون أكثر من مرة لمناقشة الاستراتيجيات الثقافية. وكما طرحت القضية مرة أخرى في الملتقى الثاني للمثقفين أواخر محرم 1433هـ وكان المتوقع أن تحظى هذه التوجهات بمزيد من التفاعل ووضع خارطة طريق ثقافية.
إن الثقافة هي المدخل الأمثل لإحداث التغييرات الايجابية في أذهان المجتمع ولا بد من صياغة كل ذلك ضمن خطة إستراتيجية شاملة واضحة المعالم يساهم فيها الجميع ليكونوا شركاء في بناء التكوين الثقافي وبذلك تكون التنمية الثقافية واحدة من الركائز المهمة في خططنا التنموية على المستوى الوطني.
وهنا أزعم أننا بحاجة ماسة وسريعة إلى استعادة واستخراج نتائج الملتقيات الثقافية بشأن هذه الإستراتيجية المبتغاة وتشكيل فرق عمل ثقافية لتحليلها وتبويبها وإعداد خطة ثقافية شاملة لتقدم لوزارة الاقتصاد والتخطيط.
وهنا أقترح على وزارتنا الموقرة– في عهدها الجديد عهد الوزير الشاب المتحرك سمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان تشكيل هيئة وطنية من مثقفي هذا الوطن المعطاء – وهم كثر– وتحميلهم مسؤولية إعداد الخطة الإستراتيجية الثقافية بناء على ما تم انجازه سابقاً وما تتطلبه المرحلة الحالية والمستقبلية على أن يؤخذ في الاعتبار مجموعة منالثوابت:
(1) تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الولاء والانتماء الوطني وتحقيق الوحدة الوطنية.
(2) الانطلاق من التراث الفكري والروحي القائم على الشريعة الإسلامية (قرآناً وسنة ً) واستلهام المعطيات والتحولات الثقافية المعاصرة إقليمياً وعربياً ودولياً.
(3) التركيز على البعد الثقافي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
(4) التأكيد على دور القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في هذه الخطة الإستراتيجية.
وبذلك سوف تتحرك الفعاليات الثقافية سواء في الأندية الأدبية أو جمعيات الثقافة أو مؤسساتالمجتمع المدني الثقافية لتقدم الجديد والمفيد.
والحمدلله رب العالمين