لكم أن تتخيلوا معي ماذا لولم يكن لدينا جهة أمنية معنية بمكافحة المخدرات ومشتقاتها التي لا تحصى والتي يتمترس لها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وتحملوا المسؤولية بكاملها لمحاربة هذه الآفة التي تنشط في بلدان كثيرة عربية وإسلامية ودولية يقف خلفها ربما حتى حكومات غير مافيا المخدرات الذين ينفذون عمليات التهريب من وإلى البلدان بطرق ملتوية وباستغلال عمالة وربما مواطنين باعوا ضمائرهم وآثروا جمع المال غير الحلال إما ببيع هذه المواد المخدرة من المستهدفين بشرها وبالذات الشباب الذين هم عماد الأمة من باب تدميرهم وتدمير عقولهم أو بإيصالها للغير وفق شبكات وعصابات داخلية أو من خلال غسيل الأموال بطرق أصبحت غير خافية على العامة قبل الخاصة وهذا ما نجحت فيه المملكة بتوفيق من الله وبجهود رجال الأمن من رجال المكافحة الذين باسم المواطنين والمواطنات نقول لهم شكرا لرجال مكافحة المخدرات والشكر موصول لجميع رجال الأمن الذين لديهم الحس الأمني المرتفع الذي يؤهلهم لأن يتابعوا ويراقبوا ويتعاونوا مع زملائهم من رجال مكافحة المخدرات لإحباط أي عملية ولتوقيف كل من يقع في براثن المخدرات سواء بالتعاطي أو الترويج أو التوزيع مما يحمي المجتمع من شر هؤلاء الذين ليس لهم من الوطنية الصادقة سوى اسمها .
بالأمس القريب أعلنت وزارة الداخلية بأن المديرية العامة لمكافحة المخدرات أحبطت عملية تهريب أكثر من ثلاثة ملايين قرص إمفيتامين ” كبتاجون ” المحظورة كانت مخبأة بطريقة احترافية كعادة هذه العصابات وصلت داخل شحنة خضار بالتعاون بين هذه الجهة والجمارك السعودية بل والتعاون بالتأكيد الاستخباراتي بين المملكة والدول الأخرى ذات العلاقة ولكم أن تتخيلوا أن هذه العملية وغيرها فقد سبقها عمليات أخرى تم وأدها في مضجعها قبل أن تصل لأيدي العابثين بأمن البلد وتدمير شبابه بتغييب عقولهم بهذه المواد الخطرة والسامة ماذا لو تم توزيعها من حبة واحدة كما يفعل الموزعون لتدمير أكثر عدد من جهة وليدمن المتعاطي ويبدأ البحث عنها بشتى الصور ويصبح رهينة هذا الموزع مما قد يفسد ثلاثة ملايين مواطن وربما مواطنة لأنهم لا يفرقون بين الجنسين بل يشملونهم بهذا العفن.
وكانت الأخبار الأخيرة تشير قبل هذه العملية بعملية سبقتها حيث تمكن رجال المكافحة من القبض على تسعة مواطنين بعد رصد تحركاتهم ووجدوا بحوزتهم قرابة ( 85 ) كيلو من الحشيش وكمية من حبوب الكابتاجون وبعض الأسلحة التي يستخدمها هؤلاء الخائنون للدفاع بها عن أنفسهم في حالة مداهمتهم أو القبض عليهم وهذا يقودنا لشقين من العملية الشق الأول هو تنوع اإنجاز لأبطال المكافحة الشجعان الذين نذروا أنفسهم لخدمة الدين والوطن وتنفيذ الأوامر السامية لقادتهم لاجتثاث هذه الآفة فيما يبقى الشق الثاني يخص هذه العصابات فلا نكاد نسمع بعملية ضبط إلا ويرافق هذه المضبوطات أسلحة بين نارية وأخرى يحتمي بها المجرمون من مصائد الأمن بمعنى أن رجل الأمن من المكافحة أو من الجهات الأمنية الأخرى المتعاونة يواجهون عدوا شرسا لا يبالي بمن أمامه أمام همه الأول المتمثل في إيصال هذ المهربات لنقاط توزيعها وبيعها وهذا ما جعلنا للأسف نفقد رجالا جعلوا الموت عندهم أهون من تنفيذ أي عملية تهريب سواء في المنافذ البرية أو البحرية أو الجوية أو في الداخل بين المناطق والمدن على رقعة الوطن الواسعة التي تمثل قارة على خارطة الكرة الأرضية مما يضاعف الجهود أمام كثرة الصعوبات.
عملية الثلاثة ملايين ليست الوحيدة ولا كمية الحشيش المذكورة فقد سبقها أيضا ضبط أكبر كمية في تاريخ التهريب لهذه الأقراص حيث تم ضبط أكثر من ( 32 ) مليون حبة في رمضان وشوال وذي القعدة من نهاية عام 1440هـ وهذا دليل ساطع على قدرة رجال مكافحة المخدرات على تعقب المجرمين ومتابعتهم ليس بعد ما يصلون للمملكة بل بالتعاون مع البلدان الشقيقة والصديقة بدءا وانتهاء وبهذا تتبوأ المملكة مكانة عالية في قمة الدول المحاربة للمخدرات كما هي في الطليعة في الدول المحاربة للإرهاب وكثير من العمليات الإجرامية التي تنتشر بين سكان العالم ويتم تصديرها بطرق شتى إما بهدف الثراء أو هدف تدمير عقول الشعوب لتصبح معاول هدم في بلدانها مما يعقد الحلول على الحكومات يثير القلق .
نقطة نظام :
نتمنى أن يحظى الإعلاميون والمثقفون بدليل تعريفي في أقرب مناسبة للمديرية العامة لمكافحة المخدرات يضم جهود المكافحة مدعمة بالإحصاءات والصور للمضبوطات وبعض ما كتب عن المكافحة عبر الصحف والمجلات ليبقى هذا الدليل نبراسا للباحثين والدارسين والجامعات وأن يتم توزيعه على جميع المناطق يوزع في المناسبات والمهرجانات خاصة في الصيف من خلال الإدارات التابعة لهم .
استثمر الدكتور عبد الله غريب الزهراني ثقافته بأيصال رسالة للمواطن وبأسلوب سهل مميز يخاطب الجميع وكان هدفه العامة بأن يشكروا الله على نعمة الأمن الذي ننعم به الحمد لله على ذلك شكرا لدولة وشكرا لدكتورنا على هذا المقال المميز
مكافحة المخدرات في المملكة عمل شاق وجهد يقدره المجتمع ويعبر عنه أصحاب الأقلام الوطنية ولا نخال هذا الكاتب إلا منهم في طرحه لقضايا المجتمع ومنها ما يخص رجال الأمن فقد قرأت له أكثر من مقال في هذا الشأن ومن متابعي كتاباته ومشاركاته الأدبية والسياسية والاجتماعية رغم عدم معرفتنا ببعض وهذا المقال استوقفني كما هو سابقه عن ظاهرة الطلاق في المملكة التي شرحها بطريقة تفكيكية منذرا من عدم حلها خلال الرؤية القادمة فله وللصحيفة الشكر والإمتنان .