لا يوازي جرم اقتحام المسجد الحرام من قبل الفئة الخارجة عن الإسلام وعن ولي الأمر الخادم لبيته العتيق، إلا جرم قناة الجزيرة التي انتهكت حرمة بيت الله الحرام وزواره ومعتمريه، ونشرت أكاذيب وروايات عن الحادثة متعدية بذلك على حدود الله وحقوق المسلمين القاصدين لبيته، ومن هنا، ومن منبر مكة المكرمة ومهبط الوحي أناشد وسائل الإعلام المختلفة في كل البلدان الإسلامية تجريم هذا العمل الإعلامي البغيض الذي طال حرمة قبلة المسلمين الأولى واستخفت بها، فهذا الاستخفاف المقصود لبيت الله وبحرماته لا بد أن تتكون ضده جبهة إعلامية إسلامية رادعة تجرم من يتطاول على مقدسات المسلمين؛ خاصة بيت الله الحرام، ويقوم بتلفيق الأكاذيب حوله ويستغله لأغراض سياسية، وبما أنني شاهد من مكة على هذه الأحداث وأشاهدها مع جمع غفير من أبناء مكة من جبل أبي قبيس المجاور للحرم الشريف أقول للقارئ الكريم أن هناك كثيرًا من الأكاذيب؛ وخاصة ضحايا الحادثة التي كما تزعم الجزيرة أكثر من خمسة آلاف شخص لم نشاهد ذلك أبدًا، ولو أن الرقم كما تزعم بالله عليكم كم عربة إسعاف تحتاجها الجثث طبعًا اكثر من ألف إسعاف ولم نشاهد ذلك، ولو كانت عربات كبيرة تنقل كل عشرة منهم تحتاج إلى خمسمائة عربة، ولم نشاهد ذلك ونحن المتابعون يوميًا للحادثة، ناهيكم عن مجسم الحرم الحديث الذي تم الشرح عليه في عملية الاقتحام لم يكن بتلك الصورة ولا عدد المآذن الموجودة فيه كلها أكاذيب وتسويف. إن الفبركات الإعلامية الخادعة والصور التي جاءت بها الجزيرة، والتي تأخذها من الواقع، وتلبسها بعض الأكاذيب لا تخفى على المتخصصين في الإعلام مثلي، ونعرف مواطن التضليل الإعلامي فيها بكل سهولة. واقول لمن خلف هذا العمل الإعلامي المجرم الذي تعدى حدود الله قد ظلمت نفسك قال تعالى: (ومَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فقدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)، وسوف يسأل يوم القيامة عنه كما قال تعالى: (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24)). لم تكتفِ قناة الجزيرة ببث الفرقة والفتن بين العرب والمسلمين حتى تجرأت على بيت الله الحرام، وانتهكت قدسيته، وهي بهذا الجرم موازية لجرم من استحلوا بيته الذي لم يأذن الله فيه بقتال قط إلا ساعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح مكة.
0