الـشوقُ يســري في وريدي يركضُ
تـلـقـاءَ مــكـةَ ، والـشـعورُ يُـهـيِّضُ
لاتـعذلوا قـلـبـي بـعـشقٍ مُـضـرَمٍ
فـإلـى ثـراهـا كــم يـهيمُ ويَنبِضُ!
فـتسابقتْ درُر ُ الـحروفِ قـصيدةً
والغـزْلُ فـيـها مُـحـكَمٌ لا يُـنـقَضُ
وحمائـمُ الحـرمـينِ زاد شِـغـافُها
فتعانقتْ ،والأمـنُ سـربٌ يُـعرَضُ
يمـمتُ روحيَ نـحو كـعبتِنا الـتي
بوشـاحِها طــهـرٌ عـظـيمٌ أبـيـضُ
طافـتْ قلـوبُ الوالـهين برَحْـبِها
والعشقُ في الركنِ اليمانيْ يُمْحَضُ
تبكي الـعـيونُ صـبـابةً وشـكـايةً
فعُيـونُ أربــابِ الأسـى لاتَغمُضُ
تقتاتُ من وجــعٍ تـثـاقلَ حِـمـلُهُ
ودموعُها خلفَ المقامِ تـفضفضُ
ونفوسُنا حُـبـلـى بـــوِزرِ ذنـوبِـها
فإذا بهِ بـيـن الـمشاعرِ يُـجهَضُ
فكمِ ارتوتْ روحٌ بـزمـزمِ مـائـهِ!
فسرى يـضـمّـدُ كلَّ آهٍ تُـمـرِضُ
فيطيبُ خـاطـرُ من تَفطَّرَ قلبُــهُ
نبضاتهُ تُـعلي الـشعورَ وتـخفِضُ
فبمكةَ الأرواحُ تــلــثـمُ تُــربــهـا
فبهاؤها لـلـقـاصـدين يُــعــوِّضُ
وبـمـكةٍ نـبـضُ الوجودِ ، ونورُها
فِي قـلـبِ عالمِنا مـنـارٌ يـومِـضُ
مَا أعـذبَ الهمساتِ في أحضانِها
بـوداعِـهـا خطوي الـمـتيّمُ ريّضُ
—————
خنساء المدينة