الثقافية

دروسُ العظماء في الوفاءِ و التواضع

رسالة عالم… ووثيقة تأريخ… وشهادة مرحلة…سلمت أستاذنا… نعتز بخدمة هذا الكيان الذي وضعتم مع نخبة من الحرّاص أسسه الأولى…

أ.د.عبدالله عويقل السلمي

العزيز الأستاذ الدكتور عبد الله السلمي
رئيس ملتقى قراءة النص
أعدتموني جذعا في ليلة الوفاء في الملتقى ، وإن أعجزتني الفتوة فإن ذاكرة الشعر ستعين من استنجد بها وكانت نجدتي في بيت فاروق شوشة :
قد يطاق الجمال فردا ولكن
كل هذا الجمال كيف يطاق
ولولا تمكن هذا البيت في ذاكرتي لوجدتني عاجزا عن مكافأة الوفاء،النبيل في تكريمي الذي لا أراه إلا تكريما لذاكرة هذا النادي العريق ، وهو المؤسسة ذات الذاكرة العميقة عن مؤسسین معنويين وقفوا بجانب النادي وبجانب رئيسه الرائد عبد الفتاح أبو مدين ، وأخص منهم محمد حسین زیدان وعزیز ضياء ومحمود عارف  وأبو تراب الظاهري ،
وهم السند المعنوي الذي آزر النادي في التحديات التي
واجهته وكانوا قوة معنوية شهدناها وشهدنا دورها وأثرها .
ولا شك عندي أنهم لو كانوا معنا في ليالي الملتقى لتقدمت دموعهم على كلماتهم وهم يرون أثر جميلهم على النادي .
وإن كانت الورقات تعود لأصحابها إلا أن التنظيم يعود لفاعليه ، وقد كان تنظيم الفعاليات بكل جوانبها العلمي والعملي
شهادة تشهد لمعنى (أخلاقيات المهنة ) ، وهو جوهر أي حدث بحيث يجعل دلالة الحدث تأخذ أثرها معرفيا وإنسانيا ، لقد كان فريق العمل شعلة من الحيوية والوعي مما جعلنا كلنا نشعر بانتصار قيم العمل عبر مجموعة الشباب الذين أحاطوا بنا ، ومعه حضور جيل شاب من باحثين وباحثات عمروا القاعة وحفروا لهم ولهن أمكنة في ذاكرة المعرفة .
وكان واضحا على عدد من الورقات توجهها لدراسة الظواهر المستجدة في عصر الثقافة البصرية ، وواضح لي كذلك أنكم
تخططون لتعزيز هذا التوجه في مقبل الملتقيات ، من حيث إن هذا النادي تبني مشروع الحداثة والنظرية النقدية في مطالع
تجليها ، ويتبنى اليوم نظريات الثقافة البصرية والنقد الثقافي مما يعزز معنى هذا النادي ويعزز ذاكرته المتسمة بالتجدد والريادة،
غادرتكم ممتنا وسأبقى بكم معتزا ، وسيظل هذا النادي مع جيلكم الحيوي محطة فضائية تنطلق براكبيها لفضاءات الثقافة
المتجددة متسقة مع فضاءات الرؤية الوطنية نحو مستقبل مبدع ومنتج يتجاوز ذاته ويجعل كل منجز سببا لمنجز أكبر وأبعد .
تحيتي لك ولفريق العمل كلهم وكلهن من رجل عرف النادي في فتوته.. وإن شاخ عمره إلا أن مطامحه لهذا النادي لا تشيخ
عبد الله الغذامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى