تعاني أفريقيا من تدخلات عديدة من دول تسعى إلى نهب ثرواتها والسيطرة عليها، وأصبحت أفريقيا مرتعًا للجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا وغيرها من الدول الداعمة للإرهاب والجماعات الإرهابية، لكن أردوغان دخل على خط أفريقيا بحجة الاستثمار ومساعدة الشعوب الأفريقية، وهناك زيارات عديدة قام بها أردوغان إلى دول أفريقية، وقام بتوقيع اتفاقيات معها وصلت إلى إقامة قواعد عسكرية لتركيا داخل القارة السمراء؛ لكي تستطيع تنفيذ مخططاتها الخبيثة بالتوسع في أفريقيا والسيطرة على مواقعها الاستراتيجية والمنافذ البحرية للدول المطلة على البحر الأحمر وأيضًا يحاول اليوم احتلال ليبيا للسيطرة على الغاز في المتوسط.
أردوغان زعيم عصابة ولص كبير، وهو الأب الروحي للجماعات الإرهابية الموجودة في إفريقيا اليوم وهي كثيرة بسبب توفير أردوغان الدعم المالي لها، وتوفير السلاح وأصبحت هذه الجماعات تسيطر على دول إفريقية بأكملها، وهي تقتل بالمئات وخطرها يفوق خطر داعش والقاعدة بكثير، وهذه الجماعات تحصل على السلاح من مصدر واحد يرسل إليها الأسلحة عبر شركات شحن دولية، وهناك أسلحة ضبطتها نيجيريا، وأعلنت أنها كانت قادمة من تركيا وأيضًا ليبيا اعترضت شحنات أسلحة تركية، كان يتم نقلها عبر البحر المتوسط إلى الجماعات الإرهابية في ليبيا.
التدخل التركي في أفريقيا رصدته تقارير صحفية ومخابراتية عديدة كشفت عن الوجه القبيح لأردوغان في استغلال الشعوب الأفريقية، ويستخدم الدين كمدخل لكي يساعد أعوانه الإرهابيين في السيطرة على الحكم، وهناك تقرير (جلوبال سكوريتي) الأمريكية الذي كشف عن قيام الدبلوماسيين الأتراك يستغلون المشاعر الدينية للتجمعات المسلمة في دول إفريقية مثل: النيجر، ومالي، ونيجيريا، والسنغال من أجل مصالح تركيا، والسيطرة على هذه الدول، وتكوين شبكات مصالح ونفوذ فيها، وتستخدم المال في توزيع المساعدات وإقامة مراكز دينية تساهم في نشر الأفكار المتطرفة وانتشارها، وتجنيد الشباب في جماعات إرهابية، وهناك تقارير كثيرة تؤكد دعم أردوغان حركة الشباب الصومالية، ودعم جماعة بوكو حرام بالإضافة إلى دعم جماعة الإخوان الإرهابية، وكان يتمنى أردوغان استمرار حكم الإخوان في مصر، واستمرار نظام البشير الإخواني في السودان من أجل زيادة الهيمنة التركية على إفريقيا ولذلك يحاول أردوغان اليوم من خلال الأزمة الليبية، ويرسل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا مقابل مبلغ ٣ آلاف دولار شهريًا، ويحاول ضم دول الجوار الليبي إلى صفوفه، لكن هذه الدول ترفض التدخل الخارجي في الأزمة الليبية، وترى أن الحل لا بد أن يكون في داخل ليبيا.
أردوغان لم يحترم تعهدات مؤتمر برلين، ومازال يرسل الإرهابيين والأسلحة إلى ليبيا، وهذا أغضب الرئيس الفرنسي ماكرون الذي اتهم أردوغان بتأجيج الصراع بين الأطراف الليبية المتحاربة، وأكد أن ما يقوم به أردوغان يهدد أمن الأوروبيين وسكان بلدان الساحل الأفريقي، وأن أردوغان لم يحترم كلامه، وأدان الاتفاق الموقع بين أردوغان وحكومة الوفاق في ليبيا ويبدو أن الرئيس الفرنسي ماكرون قرر فضح وكشف أردوغان؛ خاصة أن فرنسا تهتم بمكافحة الإرهاب في أفريقيا، وهناك وجود لقوات فرنسية داخل القارة السمراء وفرنسا تعلم جيدًا الدعم التركي للجماعات الإرهابية في أفريقيا، وترى أن هذه الجماعات يمكن أن يمتد خطرها إلى اوروبا، وأن التدخل التركي في ليبيا سوف يساهم في نقل المهاجرين غير الشرعيين والإرهابيين إلى أوروبا عبر السواحل الليبية، وهذا الأمر سوف يشكل أكبر تهديد لكل أوروبا.
مصر عملت خلال رئاستها للاتحاد الافريقي على إيجاد حلول للنزاعات داخل القارة السمراء، وهي تسعى بشكل جاد إلى إسكات صوت البنادق في إفريقيا ومساعدة الدول الأفريقية في مكافحة الإرهاب، ومصر تدرك جيدًا الدور التركي الخبيث في القارة الافريقية، وعملت من خلال الاتحاد الإفريقي على التواصل مع كافة الدول الإفريقية من أجل قطع الطريق على التدخل التركي في أفريقيا، وهناك مؤتمرات اقتصادية تخص أفريقيا نظمتها مصر بالإضافة إلى الدعم المصري لقضايا الدول الإفريقية في المحافل الدولية، وتساند مصر الأشقاء في ليبيا من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية في ليبيا، ومنع التدخل التركي في ليبيا ومواجهة أطماع أردوغان الذي يسعى لسرقة ثروات ليبيا ويرى أنها إرث أجداده.
مصر عملت مع المملكة العربية السعودية لمواجهة أطماع أردوغان في الدول الأفريقية المطلة على البحر الأحمر، وانضمت مصر إلى مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على ساحل البحر الأحمر، والذي دعت إليه المملكة العربية السعودية؛ خاصة بعد أن سعى أردوغان إلى السيطرة على جزيرة سواكن السودانية في البحر الأحمر؛ بالإضافة إلى التواجد التركي في الصومال، والتي يوجد بها منافذ بحرية، وقامت مصر بإنشاء قاعدة برنيس العسكرية، وهي القاعدة الأكبر في الشرق الأوسط، وتقع على ساحل البحر الأحمر، وتم إنشاؤها خلال عام، وتضم قاعدتين بحرية وجوية ومستشفى عسكري وعددًا من وحدات التدريب وميادين الرماية، وتساهم هذه القاعدة في حماية السواحل المصرية الجنوبية، وتأمين حركة الملاحة الدولية، وتأمين المصالح الاقتصادية والثروات البحرية والبحر الأحمر أمن قومي لمصر، وأيضًا المملكة العربية السعودية التي تتضمن رؤيتها ٢٠٣٠ مشاريع سياحية كبرى في البحر الأحمر؛ ولذلك أردوغان لم يأتِ إلى أفريقيا من فراغ، بل كان يخطط للسيطرة على إفريقيا، ويقيم على طول سواحلها قواعد عسكرية تركية، ومشاريع اقتصادية تدر دخلًا يعود بالنفع على تركيا، لكن قريبًا سوف تخرج تركيا من أفريقيا صفر اليدين، ولن تحصل على ماتريده، وهذا يحتاج إلى مواجهة حقيقية، والتصدي لأردوغان ومخططاته وليبيا سوف تشهد اول هزيمة لأردوغان في أفريقيا، وسوف تكون هذه الصفعة نهاية لأحلام أردوغان في أفريقيا، والتي سوف يخرج منها قريبًا ولن يفكر بالعودة إليها مرة أخرى؛ لأن الشعب التركي سوف يخرج عليه، ويسقط نظامه الإرهابي إلى الأبد.
0