الثقافية

السلمي: جدة ستظّل محجًا للأدباء ومقصدًا للشعراء والنقاد

(مكة) – وفاء الغامدي
أشاد رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي، بما تشهده جدة من حراك ثقافي كبير وسط تشجيع واهتمام من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، ونائبه الأمير بدر بن سلطان.

وأوضح السلمي، خلال كلمته في ملتقى قراءة النص، أن الملتقى الذي بلغ عامه السادس عشر يزدان بالمشاركين فيه والمتفاعلين مع عنوانه ومحاوره، مؤكدًا أنه ملتقى يأخذ فكرته وتميزه – منذ بدأ دورته الأولى – من التركيز على مجال قراءة النص قراءة حفرية نقدية عميقة، يحاول كل دورة من دوراته أن يتحرك في حقل معرفي مهم، يستكشف الإبداع فيه، ويجوس خلال تضاريسه برؤية ناقدة وبصيرة تسائل الأسس والمنطلقاتِ والواقعَ والمآلاتِ.
وأضاف أن النادي يدرك أن جهود النقاد تترى وأن الحركة الإبداعية والخطاب الأدبي لن يتوقف ما دامت مساحات النص (بكل أبعاده) مزدانة بالإبداع، ومادامت وشائج التواصل بين المبدع والنقاد قائمة.
وتابع السلمي “اخترنا هذا العام موضوعاً هو الأكثر حضورا والأجدر دراسة ونقدا وقراءة ودعما، وهو (تحولات الخطاب الأدبي السعودي في الألفية الثالثة)؛ للنظر إليه في ظل متغيرات حضارية، وثقافية وفكرية، مدركين الآن أن حضور الخطاب الأدبي والإبداعي بين نحن (بعقل ما قبل 2000 للميلاد) ونحن (بعقول شباب الألفية الجديدة) أصبح كفيلا بصياغة منتج يخدم ثقافتنا ويثبت أطناب هويتنا ويرفع منزلة مبدعنا، ويبني جسورا مع آخر كنا نراه ونسمعه ونحرّم ملامسته أو نرتعد منه”.
واستطرد “إذا كانت جدة عروساً تعيش أفراحها الدائمة بلا كلل أو ملل فلا أحسبها تخلع عن جيدها قلائد الجمال وأوشحة الإبداع، بل لها الحق كعروس أن يستخفها نزق الإبداع لتستعلي وتشمخ تألقاً على البحر الأحمر لتكون عروساً لكل البحار بكل ألوانها، فهي بأبنائها تستحق… وبناديها تحلق… كانت ومازالت وستظل محجاً للأدباء ومقصداً للنقاد والشعراء، وهم على منبر ناديها بين المصلي والمجلي.. فنادي جدة أحد معالمها… فمنبره يستظلّ به من أعنته هجير الأمية بوارف عبارات أمراء البيان ويستدفئ فيه من أرجفه زمهرير الغثاء بدفء الكلم الهادف والفكر المتقد، ويستضيء من أغبشة تشوّف المستجلب بنور الحرف الأصيل ويمتاح السائر في مهامه للهاث منه معين أنغام المبدعين فيه”.

وبيّن أن “ملتقى النص الذي بات معلما بارزا في تضاريس مشهدنا الثقافي يستمد قوته وحضوره ووهجه – من تأريخه العريق، ومن حضور وتفاعل وتجاوب وحوارات وأبحاث الأعضاء والمثقفين والأكاديميين المهتمين”.

وأثنى على دعم جامعة الأعمال والتكنولوجيا لهذا الملتقى، لاسيما رئيس مجلس أمنائها د.عبدالله دحلان الذي له بصمة يشهد بها التأريخ منذ أنشئ هذا الكيان في النادي تعود لأربعين عاماً… وظل داعما مساندا … يجمع بين العلم والعمل والوفاء للثقافة وأهلها…لم يتوقف سؤاله عن النادي ووقوفه معه، فله وللجامعة ومنسوبيها كل الشكر.
ولفت إلى أن “هذا الملتقى وما يحمله من شراكة حقيقية ودعم يشكل أنموذجا للشراكة الفاعلة بين رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة من جهة والمؤسسات الثقافية التي تفرح -من يتمها- بمن يمسح رأسها من جهة أخرى”.
وأعرب عن إعجابه الكبير بالناقد والمؤلف والدكتور عبدالله الغذامي، الذي قال إنه “صاحب الدار… أمضى أكثر من اثني عشر عاما يتردد صهيل طروحاته بين جنبات هذا الصرح مؤججا لحراك نقدي وحضاري قاد – مع المرحوم الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين- مرحلة إيقاظ الحركة الثقافية التطلعيّة والطليعية في بلادنا من رقادها، وتضخ جفنها الوسنان بأنداء الطروحات الجريئة فانتعشت في غصون الأدب والنقد الذابلة أوراق الإبداع الغضة، فالاحتفاء الليلة وفاءٌ وبرٌّ به وهو يزور بيته الأول ويحصد مابذره فيه من الحب والوعي والجمال”.
وفي ختام كلمته، جدّد السلمي، الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة والشكر لصاحب السمو الملكي للأمير بدر بن سلطان نائب أمير المنطقة والشكر للأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة…. وللأستاذ. محمد آل صبيح مدير جمعية الثقافة بجدة.4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى