د. جرمان الشهري

العاملات يا فرحة ماتمت

من المعروف أن المملكة العربية السعودية كانت تحتل المرتبة الأولى في استقدام العاملات المنزلية من أندونيسيا؛ وذلك لارتياح الأسر السعودية لتلك العمالة الماهرة التي توافقت وتأقلمت مع نمط الحياة السعودية، هذا فضلًا عما تتميز به العمالة الأندونيسية من تحمل ونشاط وأمانة وإخلاص في أداء العمل، وفجأة توقف الاستقدام من أندونيسيا لمدة ست سنوات تقريبًا، مر خلالها ملف العمالة بين البلدين بكثير من المداولات والمناقشات بين المسؤولين عن العمالة في السعودية وأندونيسيا دون تحقيق أي تقدم يذكر بين الطرفين ..
وأخيرًا، وبمجهودات سفير خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا، بدأت حلحلة ذلك الملف للوصول إلى النتيجة التي يتوافق عليها الطرفان، ولقد شعروا السعوديون بكثير من الارتياح على تصريح سعادة السفير الأستاذ، عصام الثقفي، الذي بشّر باقتراب موعد إعادة الاستقدام من أندونيسيا قريبًا، ولكن (( يا فرحة ماتمت )) لأن تصريح السفير ينص على أن العودة ستكون من خلال شركات أندونيسية إلى شركات سعودية، وبالتالي تقوم الشركات السعودية بتأجير العاملات للأسر السعودية !!
وهنا نشكر سعادة السفير على مجهوداته التي أثمرت هذا الإنجاز، ولكن ليسمح لنا سعادته فنقول، بأن طموحنا بعد صبر ست سنوات، كان أكثر من إسناد تلك المهمة إلى الشركات؛ لأننا نخشى أن تتعامل الشركات لدينا ولديهم بدواعي المصالح الربحية لذواتهم، ومن ثم نعود لنفس الدائرة المغلقة التي تدور حول مصلحة الشركات على حساب المواطنين والعمالة، فالمتوقع أن الشركة ستفرض رسومًا ضخمة على المواطنين، وكذلك ستستقطع مبالغ عالية من رواتب العمالة، هذا فضلًا عن عقود العمل التي يستوجب تجديدها كل سنتين مع رسوم جديدة تعادل نفس الرسوم الأولى !!
ولهذا نناشد سعادة السفير المزيد من بذل الجهد لإعادة الاستقدام من أندونيسيا إلى وضعه السابق والمعتاد عن طريق الأفراد، وليس عن طريق الشركات؛ وذلك بفتح المجال كالدول الأخرى التي نتعامل معها حاليًا .. ووزارة العمل بذلت جهودًا مميزة في تحديد مكاتب خاصة معتمدة للاستقدام ومرتبطة تنظيميًا بالوزارة، والتعاقد بين الكفيل والمكفول أصبح مقننًا رسميًا عن طريق (( مساند ))، مما يعني أن التعامل المباشر بين صاحب التأشيرة والمكتب السعودي الخاص صار منضبطًا حفظ حقوق الجميع ..
نكرر الرجاء لسعادة السفير، بأننا نطمح إلى إعادة الوضع كما كان سابقًا خدمة للمواطنين، وحماية لهم من جشع الشركات التي ستأكل بالمنشار من الكفيل والمكفول دون أي مبرر.

Related Articles

2 Comments

  1. راي صائب ابا وليد ونتمنى من معالي السفير إعادة النظر فيما ذكرت مع احترامنا وتقديرنا لمعاليه .

  2. شكراً أخي سهيل ..
    وأضم صوتي لصوتك ، وسعادة السفير له جهود جبارة ومقدرة في هذا الملف المستعصي ، ونتأمل إنجازه بمجهودات سعادة السفير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button