الثقافية

نادي جدة الأدبي… وملتقى النص 16

… وكغيري من المنتمين لهذا النادي العريق، فرحت واستأنستُ بأيام الملتقى الثلاثة 10، 11، 12/6/1441هـ، فقد كانت أياماً وأماسٍ ثقافية وفكرية غاية في العلمية والمعارف النقدية والتجاذبات الفكرية، والأخوة الحميمية.

وعبر هذه الأيام والأماسي تدارسنا (تحولات الخطاب الأدبي السعودي في الألفية الثالثة) مع ثلة من النخب الثقافية والأكاديمية في بلادنا السعودية وطنيين ومقيمين طرحوا خلالها رؤاهم وأفكارهم ودراساتهم النقدية حول المنتج الأدبي السعودي خلال هذه الألفية المباركة، سواء في الشعر أو السرد أو النقد.

وقد زاد هذا الملتقى تألقاً وابتهاجاً وجود الأساتذة الدكتور عبدالله الغذامي ابن هذه الألفية وتحولاتها على رأس الضيوف والمشاركين حيث اختير للاحتفاء به وتكريمه في جلسة الافتتاح عبر شهادات ثقافية من زملائه وطلابه و محبيه.

ورغم كل هذا الجمال والابتهاج فإن لي مجموعة من الملحوظات التي لا تقلل من جهود نادينا العريق وفريق العمل إدارة.. ومجلساً.. وأعضاءً.. ولجنة علمية أكاديمية وهي كما يلي:

أولاً: أن الاحتفالية بالرمز (الغذامي) جاءت أقل من المأمول فالأطروحات والشهادات احتفالية أكثر منها علمية وموضوعية. لقد شعرت وأنا أستمع إليها أنها (تأبين) متقدم للغذامي المفكر والناقد والأديب وأنهم يشيرون إلى أنه (نضج حتى احترق) كما يقول مناوئو البلاغة عن البلاغة!! ولذلك كان تعليقي في إحدى جلسات الملتقى: أن قراءة الظاهرة الغذامية لا تكفيها احتفالية عابرة، وإنما ندوة متكاملة ومنتدون يتحاورون مع إنجازاته النقدية وتحولاته الثقافية. ولذلك جاءت إحدى التوصيات الختامية لتؤكد هذه الملاحظة وأن يكون ملتقى النص السابع عشر عن شخصية الغذامي الثقافية.

ثانياً: غياب أو تغييب المثقف المنتمي لعضوية النادي أو المثقف الجدِّي بصفة عامة. فمن خلال جدول الفعاليات ومقدمي الأطروحات ومديري الجلسات لم نجد إلا منسوبي قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز [د. حسن النعمي د. محمد المسعودي د. رانية العرضاوي!!! د. عادل خميس د. فايزة الحربي د. لمياء باعشن د.أشجان هندي] وافتقدنا قامات ثقافية وأدبية لها حضورها الثقافي والأدبي أمثال الدكتور سعيد السريحي، الدكتور محمد ربيع الغامدي، الدكتور يوسف حسن العارف، الأستاذ حسين بافقيه، الدكتور أبو بكر باقادر، الدكتور فهد الشريف، والأستاذ علي الشدوي، وغيرهم من مثقفي جدة وأدبائها.

ثالثاً: ضعف بعض أوراق العمل وبعدها عن محور الملتقى (تحولات الخطاب الأدبي السعودي في الألفية الثالثة) فورقة الدكتور مرزوق بن تنباك عن الهوية الوطنية ومفهومها، وورقة الدكتور عمر المحمود عن بكري شيخ أمين وتلقي القصة، وورقة الدكتور محمد خضير عن يوسف نوفل، وورقة الدكتور أحمد عسيري عن أدب الخيال العلمي، وغيرها.

وأخيراً، فالشكر أجزله للنادي وأعضائه وللجنة العلمية، وللإداريين المساندين الذين كانوا شعلة من الإشراف والمتابعة والقرب من ضيوف الملتقى. والشكر الخاص للبروفيسور عبدالله عويقل السلمي رئيس مجلس الإدارة على تواجده المستمر وإشرافه المباشر وتوجيهاته السديدة طوال يومي الملتقى. وأسجل له تحية إعجاب خاصة للكلمة التي ألقاها في افتتاحية الملتقى فقد كانت ورقة أدبية ذات لغة أخاذة، وتعابير جمالية، وأسلوب رصين لا يتقنها إلا ذوي الإحساس الشاعري والأدبي.

كما أشكر القامة النقدية المحتفى به في الملتقى وهو الدكتور الغذامي على حضوره ومشاركته كل الجلسات العلمية والاستماع إلى أوراق العمل والتعليقات السديدة والأفكار الجديدة التي كان يضيفها ونصغي إليها بكل أريحية وقابلية.وكذلك على كلماته التي لا تنسى في أمسية التكريم ليلة الافتتاح حيث قال:

قد يطاق الجمال فرداً ولكن    وكل هذا الجمال كيف يطاق

استعنت بهذا البيت لكي أعوض عجزي عن استبيان كلمات تفي بهذا البهاء والجمال الذي أسرني فهربت للأمام لأجير التكريم لمن يستحقون أكثر مني: الزيدان، ضياء، محمود عارف، أبو تراب الظاهري، أبو مدين هم القوة والطاقة والسند للنادي.. ولنا!!

وإلى الملتقى في العام القادم إن شاء الله.

د. يوسف عارف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى