عندما تكون الأهداف سامية، وعندما يِشمِّر الرجال سواعدهم؛ لتحويل تلك الأهداف السامية إلى واقع فعلي، وعندما تكون شقائق الرجال جزءًا من منظومة تحويل الأهداف إلى واقع وعندما يتم تلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات في التجارب السابقة أو القائمة، عندما يكون كل ذلك فإن (جمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام) تكون هنا كعلامة فارقة، والأهم أن نُعرِّف ونُصنِف من هم هؤلاء الأيتام !! إنهم ليسوا ممن فقدوا والديهم ! ولكنهم من كانوا نتيجة خطأ رجل وامرأة، إنهم من لم يكن لهم ذنب في أخطاء من (ظهروا من صلبه)، ومن (سكنوا رحم من ولدتهم) إنهم الأطفال مجهولي الأبوين.
لم يكن مساء الأربعاء 11جمادى الآخرة1441 الموافق 5 فبراير 2020م في جدة كمثله من المساءات، بل كان مساءً مختلفًا بكل ما فيه من حضور، ونتائج وأعمال خيرية سامية كريمة توجه رعايةً رجل القيادة والإدارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وكان مشعلها حضورًا وتفاعلاً صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد، وأنار شمعتها مهندس له في كل قلب مكان، وفي كل خير سبق وهو أخي الحبيب حسين بحري، وكان حضورها من الأسر الحاضنة ومن الداعمين، ومن الحضور ومن مجلس إدارة الجمعية، كانوا هم وقود اشتعال الفرح في جدة الخير وسعودية الإنسانية.
أكثر من 550 طفل وطفلة تم احتضانهم في أسر هي من (سعى) لاحتضانهم رغبة وأملًا في الأجر وكفالة اليتيم، ورغبة في (صوت وفرح وبكاء طفل) يشق سكون بيوتهم؛ وخاصة بعد فتوى هيئة كبار العلماء من اعتماد استدرار الحليب من المرأة بطرق طبية؛ لتتحقق الشروط الشرعية للأم بالرضاعة لكي تكون أمًا بالرضاعة، وأمًا بالرعاية.
والجميل كذلك في تلك الليلة، إن الكل فرحان ويدعو بالخير لكل من طرح الفكرة أساسًا، ومن دعمها لتظهر للوجود ومن ساهم سابقًا وحاليًا في هذا العمل المميز، والأجمل أن تكون هناك أكثر من 1600 أسرة تنتظر أن تكون في عداد الأسر المحتضنات (نسأل الله أن يحمي المجتمع من هذه الأخطاء التي تتم بين الشاب والشابة بين الرجل والمرأة، وأن يدل المخطئ على اتباع طرق الزواج الرسمية).
إضاءة:
ما أجمل لحظة خلال الحفل، وهي لحظة تسليم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد لأحد الأطفال لأسرة مُحتضنة وسط فرح غامر من الحضور، ودهشة من الطفل المُحتضِن اليتيم الذي لا ذنب له في خطأ والده ووالدته.
الخاتمة:
رسالة لمهندس الفكرة ومنفذها أخي الحبيب حسين بحري، وللمؤسسين، ولمجالس الإدارة ولجميع العاملين أقول لكم بارك الله لكم في صحتكم ومالكم، وأهلكم فأنتم تستحقون وتستحقون وتستحقون كل دعوة صادقة بالخير، أما أنتم أيها الأسر المُحتضنة فلا أملك إلا أن نقول إننا جميعًا نغبطكم على هذا الأجر العظيم والرفقة الصالحة مع خير البشر.
والسلام ختام…
—————
جدة – alamri4@yahoo.com