دائما ما تكون الكواليس ممتلئة بالمتابعة الحثيثة للأمور التي تجري على خشبة المسرح, هي ليست هامشا كما يتصور البعض, بل هي عصب مهم تدور فيها تفاصيل مختلفة, وربما تكون الكواليس بمثابة غرفة عمليات مصغرة
في كواليس مسرحنا السعودي هناك العديد من الحكايات التي تدور, فنحن منذ عام 2008 تقريبا نبحث عن مهرجان ( المسرح السعودي ), بطبيعة الحال كان هذا العام تحديدا هو آخر عام أقيم فيه المهرجان بدورته الرابعة, بل نحن منذ عام 2017 م ونحن أيضا بدون ( نشاط الجنادرية المسرحي ) و لعل آخر تظاهرة مسرحية أقيمت هنا هي ( مسابقة عكاظ للإبداع المسرحي ) و إلى الآن ونحن دون وجود حقيقي لأي مهرجان يجمعنا و ينظمنا و يجعل من أطرافنا أجنحة
لو عدنا بالذاكرة قليلا لوجدنا أن المسابقات المسرحية داخل المملكة هي عبارة عن ساحة للمثاقفة, فهي تعطي كثيرا بسبب احتكاك العناصر الفاعلة ببعضها, لكننا الآن نفتقد لأهم نقطة وهي التأثر و التأثير, فمنطقيا لو لم يكن هناك مكان يجمع العروض المسرحية على صعيد واحد فلن يكون هناك تطور على صناعة العرض المسرحي
خصوصا و أن هناك تجارب تستحق أن نستعرضها بكل تفاصيلها بدلا من متابعتها من خلال نوافذ ( مواقع التواصل الاجتماعي )
الآن وبعد ان استلمت وزارة الثقافة فعليا ملف المسرح, هل يمكن أن نشاهد عودة لأحد أهم القنوات التي تحدثنا عنها
هل سيعود مهرجان المسرح السعودي في طبعته الخامسة خصوصا و أن الطبعة الرابعة كانت ناجحة بكل المقاييس لا من حيث عدد العروض و لا حتى من حيث نوعية وجدية الاشتغال وحتى على مستوى الضيوف العرب المتواجدين حينها
اعتقد أنه من المهم أن تلتفت الوزارة الآن لتضع نهجا واضحا لهذا المهرجان, خصوصا بعد أن عانى المسرحيين من ( تغييب )
أو ( تجاهل ) بقصد أو بغير قصد لهم طوال السنين الماضية.
أعتقد أن الوزارة ملزمة بالمقام الأول بتطوير العمل المسرحي داخل وطننا, و هنا تساؤل أخير لعلي فقط أطرحه حتى تتحرك ذاكرة المسرحيين السعوديين: أين ذهبت جائزة أحمد السباعي, تلك الجائزة التي تم اعتمادها لتكون حاضرة بذاتها وتمت مناقشة آليات اعتمادها؟
أم أن الوقت طوى هذه الجائزة وسافرت بعيدا وغابت في جعبة التأجيل كما حدث مع مسرحية ( فتح مكة ) التي تتعلق بالسباعي نفسه !
إبراهيم الحارثي