مازال منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل _يرحمه الله _ الثقافي بمكة المكرمة يواصل تألقه المعتاد هذا العام وامتدادا لأعوام مضت بإمتاع رواده،ومحبيه من داخل أم القرى، ومن خارجها عبر استضافة شخصيات عديدة معروفة على المستوى الاجتماعي وذات مشارب إنسانية مختلفة، ويتحف حضوره بالعديد من المعلومات والحقائق سواء الدينية، أوالعلمية، أوالثقافية، أوالاجتماعية، أوالاقتصادية، أوالتاريخية، وغيرها من مجالات الحياة في جو تفاعلي يضفي المزيد من الفائدة والمتعة على هذا المنتدى الرائد والذي يعد من المنتديات التي تستحق الإشادة. وهو أشبه بنادي ثقافي يفوق في أمسياته بعضا من الأندية الثقافية. ولعل استضافة الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء في إحدى لياليه الماتعة من المؤشرات الواضحة على مكانة هذا المنتدى الثقافي.
وفي يوم الثلاثاء الماضي استضاف المنتدى شخصية وطنية تميزت بالعلم، والأدب، والتواضع، وعذوبة الحس وهو معالي وزير الثقافة والإعلام السابق الدكتور عبدالعزيز خوجة وقد أمتع معاليه الحضور عبر أحاديثه الجميلة من ذكريات التعليم، إلى الإعلام، ومن ثم السياسة وقد يكون المجال السياسي من أكثر المجالات التي شدت انتباه الحضور؛ نظرا لثقل المهام والأحداث في هذا المجال بداية من تمثيله الدبلوماسي في دولة تركيا وماصاحبتها من مواقف كادت في بعض فتراتها أن تعرض حياة معاليه للاغتيال..! ، وانتقالا للاتحاد السوفيتي وماصاحب هذا الاتحاد من تغيرات أدت الي تفككه إلى دول عدة، والقصة الطريقة لمبنى البرلمان وتضرع معاليه لله بالدعاء لقصفه..! إلى إنشاء الأكاديمية السعودية الفريدة. مرورا بالسفارة السعودية بدولة المغرب ولبنان. وهذه المواقف مجتمعة تكشف للآخرين مدى ثقل حجم المسؤولية الملقاة على عاتق من يعمل في السلك الدبلوماسي من : تحمل مسؤولية الكلمة، إلى تمثيل بلاده خير تمثيل في جميع المجالات ، وإلى مراعاة مصالحها الوطنية.
إن الجميل في مثل هذه اللقاءات الثقافية المتنوعة التواصل المباشر بالعديد من الشخصيات الاجتماعية والتعرف عن قرب على أبعاد كل شخصية بعيدا عن الانطباعات التخيلية، والأحكام المسبقة. فمثل الدكتور عبدألعزيز خوجة ونظرا لمكوثه كثيرا خارج الوطن قد تكون الرؤية الأولية عن شخصية هدا الرجل القدير غير منصفة وغير دقيقة ولكن بعد تلك الليلة المتميزة اتضحت سمات إنسانية راقية في شخص معاليه من التواضع، والمثابرة، والإخلاص، وحب مساعدة الآخرين، وغيرها من الصفات الحميدة. كل الشكر والثناء لمعاليه وللمنتدي الثقافي الأنيق وفي انتظار لقاءات جاذبة لشخصيات اجتماعية أخرى؛ للتعرف عن كثب على التجارب الجيدة، والاستفادة من الخبرات الحياتية الثرية من قامات لها معترك عظيم في الحياة .