المقالات

الاختلاف خلاف

في الحقيقة تختلف الأزمان والأوقات، ولكن لا يختلف الناس، وإنما فئة تصعد وفئة تنزل ويظل البشر كما هم لا يتغيرون.. ولا يختلفون في تصرفاتهم مهما كانت درجة ثقافته.
سأحكي لكم موقفًا حصل معي: بناء على طبيعة عملي في مجال الأعمال؛ حيث إنني أحضر الكثير من الملتقيات والمؤتمرات، وفي بعضها يكون لمشروعي مكان نعرض فيه خدماتنا، وحدث في أحد الملتقيات أن التقيت بأستاذة فاضلة رأيتها من بعيد ورغبت بالسلام عليها فقد جمعنا أكثر من لقاء نسائي.
وللحظ (لا أدري إن كان جيدًا أم غير جيد)، اقتربت من منصتنا، فبادرت بالسلام عليها باسمها فردت علي: أنا أعرفك ؟؟ فأجبت أكيد، التقينا أكثر من مرة!! وقدمت لها اسمي، فكان جوابها كيف أعرفك وأنت هكذا (وبحركة من يدها لمست نقابي)، كانت حركتها في لمس النقاب أسوأ من عدم معرفتها لي.. فأجبتها: كفاية أنا أعرفك!! وانتهى اللقاء..
لقائي هذا بالأستاذة الفاضلة جعلني أفكر في طبيعة البشر، فهي نفسها كانت في فترة زمنية من تاريخنا تنادي بحرية الأفراد الفكرية والشخصية، وهي اليوم من يصادر هذا الحق بحركة من يدها..
أغضبني أننا شعب لا يتعلم، يتساوى فيه المثقف وغير المثقف، عندما كان هناك سلطة أو قوى لأفكار دينية متشددة كان هناك نداء بحرية الرأي والفكر والسلوك، والآن بعد أن أصبح هناك مناخ من الحرية التي توقعنا أن يصاحبها سمو في الفكر، واحترام الآخر انقلبت المعادلة لا زال الوضع كما هو، وإنما انتقل كل قطب من طرف إلى الطرف الآخر ولم يتغير معه سوى نوع الفكرة أما كيفية التطبيق فلا زالت هي ذاتها ألا وهي بالاضطهاد والرفض..
مؤلم هو حالنا فلا زلنا شعبًا يرفض الاختلاف.
نختلف مع من حولنا
أبدًا لا نتشابه..
يصل حد الاختلاف إلى الخلاف،
ومع خلافاتنا نفقد كل الأصدقاء والأصحاب
فنحن للأسف لا زلنا نرى أن الاختلاف خلاف،
ومع الخلاف
يتحول كل من حولنا إلى عالم مزيف ..
افتراضي إن شئت..
ينظر صديقك إلى عينيك بجمود يخلو من الحنو؛
لأننا مع مرور الوقت.. لا نرغب أن نناقش من نختلف معهم،
مؤلم هو حالنا فلا زلنا شعبًا يرفض الاختلاف.

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button