المقالات

حقوق المرضى؟ وتدريب طلاب الطب

ترتكز أخلاقيات المهنة الطبية في المملكة العربية السعودية على تعاليم الشريعة الإســلامية والآداب الاجتماعية التي تحدد طرق التعامل الإنساني والأخلاقي مع المرضى وفق العديد من القوانين والأنظمة والمعايير التي تحفظ حقوق وواجبات وأخلاقيات المهنة فيما بين المريض والطبيب وطرق ووسائل التعامل داخل المستشفيات الطبية،
وتحرص الكثير من المستشفيات والمراكز الطبية على إدراج لائحة حقوق المرضى في مكان بارز أمام المراجعين، توضح فيها ما للمريض من حقوق وما عليه من واجبات تسمى وثيقــة حقــوق ومســؤوليات المرضــى،
ورغم حرص الإدارات القيادية في تلك المستشفيات على الالتزام بحقوق وواجبات تقديم الرعاية الطبية وفق وثيقة حقوق المرضى إلا أن هناك بعض الأطباء يهمل ويتجاهل بعض حقوق المريض عند تدريب طلاب الطب الذين هم تحت إشرافه التدريبي؛
حيث يقوم بدفع الطلاب في تخصصاتهم الطبية على تولي الكشف والمعالجة على المريض دون علمه الذي يظن أن من يقدم له الرعاية الطبية هم من أطباء المستشفى وليسوا طلابًا؛ وكأن المريض دمية طبية للتجارب دون استئذانه ودون علمه، وربما تعرضت حالته لحدوث بعض الأخطاء الطبية التي يتم التكتم عليها، وهذا يتعارض مع أخلاقيات المهنة الطبية ويخالف أنظمة وثيقة حقوق المرضى،
وما دفعني لكتابة هذا المقال ما تعرضت له من موقف اكتشفت فيه أن من سيجري لي عملية جراحية في علاج أحد الأسنان هو طالبة طب وفوق ذلك بدون إشراف وتواجد الاستشاري، الأمر الذي جعلني أرفض متابعة العلاج وإجراء العملية وأنا هنا لا أعترض على حاجة الطلاب للتدريب، ولكن يفترض أن يكون هناك شفافية ووضوح مع المريض كحق من حقوقه وله حرية الاختيار إما بالقبول أو الرفض، أما وأن يتم استغلال حالة المريض في تدريب الطلاب ودون حضور وإشراف الاستشاري ودون استئذان؛ وخاصة عند اجراء بعض العمليات مثل حالتي فهو أمر غير مقبول وعلى من يفعل هذا الأمر أن يتقي الله في نفسه وأولاده،
وبالإمكان إيجاد الحلول المناسبة لتدريب طلاب الطب وفق إجراءات مشددة تحت مظلة إشرافية تضمن ثقة المريض وتضمن سلامته وحقوقه، ومن أجل تحفيز المرضى على الموافقة يتم منحهم مكافآت معنوية وبعض الإمتيازات التي تفيدهم، ولا تضر بالآخرين،
وأترك للقارئ الكريم مشاركتنا تجاربه وآرائه حيال هذا الأمر ليستفيد منها الجميع؛ وخاصة المسؤول والطبيب والمريض وطلاب الطب.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. مع تحياتي لك اخي الفاضل ، من حقك ان تكون على علم ، ومن حقك ترفض أو تقبل ، فهذه خصوصيه مطلقه ، انا راجعت المستشفى بعد عملية البواسير على يد جراح كبير ، فوجدت في غرفته طلاب تحت التدريب وبعد ان دخلت خلف الستاره طلب من المتدربين المشاهدة ، وشرح لهم كيف كان الوضع قبل العميله ، وكانت المعلومات محفوظه على جهاز اللاب توب ، وكيف اصبح الوضع بعد العمليه ، خرجت من المستشفى وأنا متضايق جداً وكنت لي مراجعه أخرى لم أراجع إلى هذا اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى