الثقافية

مؤسسة الفكر العربي.. أسئلة ناضجة

 

مؤسسة الفكر العربي، مؤسسة ثقافية رائدة، ولدت ناضجة، عملاقة، قوية، لأن وراءها سمو الأمير المبدع خالد الفيصل، وفيها رجال مثقفون يصطفون  الفكر منطلقاً وغاية. ولذلك فهي في كل موسم تطرح جديداً، وتثير أسئلة، وتشير إلى مكامن الخلل في مشهدنا الفكري والمعرفي.

هذه التساؤلات التي طرحها سمو الأمير رئيس المؤسسة، بصيغتيها الاستفهامية والاستنكارية تجعلناكمفكرين ومثقفينمعنيون بالإجابة عليها، وتحليل مضامينها ومنطلقاتها، واستبيان غاياتها.

وكأنه يقول لنا ما قاله المتنبي ذات شعر:

أنام ملء جفوني عن شواردها

              ويسهر الخلق جراها ويختصموا

إن سمو الأمير في تساؤلاته يؤمن أن الجهل والأمية قد تقادم عصرها وانتهى السؤال عنها فنحن في عصر الحضارة والتمدن، عصر التقنية والمعرفة، لكن الجهل المقصود جهل التفكير، جهل التجديد، جهل الاستدامة المعرفية. هذه الجهولات التي لم نتجاوزها بعد وحان وقت التفكيرفي آليات فكرية متجددة/ متجاوزة تجعل الأسوار العالية هباءً منثوراً، والجهالة المعاصرة فكراً وعطاءً ومثابرة.

كما أن سمو الأمير يؤمن بأن الحضارة وعاء للفكر، والحضارة أحد معالم الفكر وتمظهراته فالعربونحن أبناء الخليجعلينا أن ننيخ ركابناالفكرية في هذه المناخات الحضارية تعالقاً ومثاقفة وإنتاجاً للمعرفة. وكل ذلك في ظل القيم والمبادئ الإسلامية التي تحث عليها هويتنا وشريعتنا.

إن تنامي العقل الواعي، العقل النقدي، العقل المعرفي، هو السبيل إلى كل الإبداع والابتكار، هو الموئل والمستقر والداعم والمؤيد لمبادرات معرفية، ذات جدوى فكرية، ورؤى مستقبلية تجعل من العقل الجمعي موطناً للجديد والنافع بعيداً عن آفاق التقليد والرجعية، وإمعاناً فيالتقدم والأممية، حتى لا نلبس غير ثيابنا، ولا نستعير من القيم إلا ما يضيف لنا ولا ينقص من هويتنا!!

وختاماً.. فإن مؤسسة فكرية تطرح مثل هذه الاستفهامات على لسان رئيسها وعرابها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، لجديرة بالانتماء إليها والدعوة لله أن يديمها أملاً مستقبلياً، وطرحاً حضارياً وفعاليات معاصرة تتجدد وتتنامى في كل عام.

والحمد لله رب العالمين.

 

د. يوسف حسن العارف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى