قيل إن مرؤوسًا تذمّر من رئيسه، وتعاقب الرؤساء عليه فقال لزميله: سوف أبحث عن عمل أكون فيه رئيسًا وليس مرؤوسًا، قال زميله: كيف وأنت ليس لديك مؤهل لذلك، قال: سترى، وخرج من عمله واشترى عشرًا من جرار الماء ورقمها من واحد إلى عشرة، وجعلها سبيل لله وجلس على كرسي مرتفع، وكل ما جاء رجل يشرب من رقم معين قال له: لا تشرب من رقم كذا، بل من رقم كذا؛ وذلك لفرض سيطرته على الجرار ويأمر الواردين عليها، وهكذا إلى أن مر عليه رئيسه السابق، وأراد أن يشرب فقال له: أما أنت فلا تشرب أبدًا وذكره حال ترأسه له وكيف كان يأمره، قال الرئيس: إنما الجرار في سبيل الله قال: نعم إلا عليك، قال الرئيس: قد علمت أنك لا تنفع لعمل حتى في سبيل الله. والشاهد من الموضوع أنه لا يخلو قطاع عام أو خاص من وجود رئيس ومرؤوس، وتكون العلاقة بينهما دائمًا متأرجحة بين الرضا والسخط على بعضهما. فما المشكلة وما الحل؟
المشكلة من وجهة نظري هو غياب ثقافة التعامل في المهنة وعدم الالتزام بآدابها، فعلى الرغم من وجود نظم إدارية عالجت الإشكالية، وحددت المهام والوظائف لكل من الرئيس والمرؤوس إلا أن المشكلة قائمة، والأمر الآخر في المشكلة هو عدم الأخذ في الاعتبار مصلحة العمل وليس المصالح الشخصية، والحل يكمن في الأخذ بما سبق ذكره مع تفعيل تقويم الأداء الوظيفي الشهري والسنوي لجميع العاملين الذي أهمل في كثير من الإدارات؛ مما جعل المشكلة تتفاقم والهوة تتسع بين الرئيس والمرؤوس، فعملية التقويم تقضي على التمرد الوظيفي والمحسوبية والمجاملات، وينصف العاملين جميعًا، ولايترك مجالًا للاجتهاد فلو فعلنا تقويم الأداء وأخذنا بحكم استمارة التقويم لعرفنا من الظالم ومن المظلوم هل هو الرئيس أم المرؤوس؟!
2
المشكلة سعادة الدكتور لا تكمن فقط في اللوائح والأنظمة، بل أيضا في غياب ثقافة القيادة والتبعية وممارستها حقيقة على أرض الواقع.
ألقمته حجرا يا دكتور لو يفهم هذا الدعي…سمعته بالأمس يقلب موجته متوددا للمملكة من شاشته التي يطلقها من غرفة بإحدى حواري لندن، ويمارس ابتزازه القميئ على الدول.
وجدته امس ينقلب على معسكره الدائم معسكر الإخوان، دون أن يرمش له جفن، ويبدو أنه يبحث عن ثدي جديد يمتصه بعد إزالة حكم المتأسلمين في الخرطوم وكان حتى مارس قبل الماضي ينافح ويكافح ويقاتل من ينتقدهم.
بالأمس غير هذا الآفة جلده، ليبحث عن رضاعة جديدة، لكن هيهات فقد انكشف ستره.