عبدالله غريب

كرونا الحرب الخفية القادمة !

مع إيماننا بالقدر خيره وشره وعدم تحميلنا للزمن ما يظهر من أمور إلا أن عام 2020م لم يكن عاما عاديا بالنسبة للعالم فقد حمل ثاني شهوره خبر هز الكرة الأرضية فاق الحروب التقليدية والنووية وحروب المياه وحروب المخدرات والإتجار بالبشر والهجرة القسرية بسبب الفقر وما تشهده الدول التي تقع تحت تأثير الحروب وبالذات في الشرق الأوسط من نزوح وتكدس في المخيمات وانعدام الرعاية الصحية في بلدانهم حيث حمل هذا الشهر خبر ظهور فيروس ( كرونا ) في الصين الذي يتزايد عدد المصابين به بالدقيقة والثانية بالآلاف وعدد المتوفين من جرائه كذلك مما لا يخفى على سكان العالم من خلال متابعتهم لأخبار هذا الفيروس وأسبابه ومخرجاته التي جاءت مغايرة للفيروسات السابقة كأنفلونزا الطيور والخنازير مثلا وبعض الأمراض الفتاكة فيما ظهر هذا الفيروس مغايرا بحتمية انتقاله بالعدوى بين الأشخاص من المصابين للأصحاء بعدة طرق ووسائل وعدم الوصول للقاح ناجع لمحاصرته وفي هذا يكون خطره أكبر وانتشاره أوسع لعدة أسباب يقف على رأسها حركة السكان بواسطة الطائرات والسفن بالذات إلى جانب أمور تتعلق بعضها بالتجارة وبعضها بالدين إلى جانب الزيارات البينية بين البلدان سواء الرسمية منها أو السياحية أو العمالية مما يرفع درجة الحذر لدى الدول فما قد يحدث في الصين بعدد سكانها الذي يفوق المليار بمئات الملايين قد لا تتحمله الدول الصغيرة في خرائطها الجغرافية ولا حتى إحصائياتها السكانية ولا إمكاناتها الصحية من حيث النتائج المفجعة .

من هنا يأتي دور المملكة العربية السعودية بالذات رغم كل إمكاناتها ولله الحمد ولأنها مفتوحة على العالم الخارجي بوجه عام عدا دولة إسرائيل التي لا تقيم معها علاقات باعتبارها دولة مغتصبة لأرض ومقدسات فلسطين كما وبلادنا مفتوحة للعالمين العربي والإسلامي باعتبارها قبلة المسلمين وبالتالي فإنها تستقبل ملايين من المعتمرين والزائرين لمسجد الرسول الكريم إلى جانب السياح الذين يفدون في الآونة الأخيرة من جميع البلدان الصديقة والشقيقة وهذا يجعل بلادنا أكثر عرضة لا سمح الله لنقل هذا الفيروس إلينا سواء بصفة فجائية بدون قصد أو بصفة متعمدة من دول تحمل الكره لبلادنا بقصد ولا أبالي أن أصرح باسم هذه الدولة وهي إيران ومن هم على شاكلتها في عدائها لبلادنا التي قد تستخدم هذا الفيروس بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة عن طريق أذرعها التي لا تقل عدائية عنها كحاضنة للإرهاب بجميع أصنافه ولعل تكتمها على وجود الفيروس وعدد الوفيات وعدم تمكنها من محاصرته خير دليل على فشلها في محاربته وتحصين سكانها وعزل من يستحق العزل من باب المكابرة ليس إلا .

هذا الفيروس وبحسب الإحصاءات الواردة لمنظمات الصحة العربية والعالمية قد وصل لأكثر من ست دول عربية معظمهم عادوا من إيران بالذات فهي فوق حضانتها للإرهاب وتصديرها للمليشيات المدربة في إشعال الفتن في العالم العربي فهي قد تكون مصدرة لفيروس كرونا عن طريق اتخاذ العمرة والزيارة حجة ووسيلة لإزعاج المسلمين مما يستوجب الحذر الشديد وأرى في هذا الخصوص أن يتم إيقاف تأشيرات العمرة والزيارة حاليا تماما وليس بصورة جزئية أو تحديد عدد معين لكل بلد كما هو الحج بالنسبة لتحديد عدد القادمين بنسب معينة إلى جانب هذا أن يكون هناك تفاهم وتعاون بين وزارة الصحة السعودية وخطوط الطيران بحيث يكون في كل رحلة قادمة أو مغادرة عدد من المتخصصين قبل مغادرة الطائرة ذهابا وإيابا للكشف على الركاب قبل وصولهم للديار المقدسة وأن يكون في المطارات طواقم وممرات خاصة معقمة للركاب وأن يلتزم الجميع بالواقيات اللازمة منعا من انتقال أي فيروسات للمكان أو للموجودين فيه وأن يتم إلزام شركات العمرة بالذات بوسائل الوقاية وعدم التنقل بعد أداء العمرة أو البقاء لأكثر من ثلاثة أيام على أعلى تقدير .

وأرى أن يتم إمهال مراقبة انتشار الفيروس عالميا حتى شهر مضان فإن تحسنت الأمور عالميا وإلا فعلى وزارة الحج والعمرة ووزارة الصحة وجهات أخرى ذات علاقة وضع حلول سريعة لا تتعدى شهر رمضان لتحديد آلية طارئة لنسب أعداد الحجاج هذا العام لكل بلد على أن يراعى فيها مدى انتشار المرض في كل بلد ومدى ما قدمت هذه الدول لمحاصرة الفيروس ونتائجه وأن يتم التأكد من صحة هؤلاء الحجاج ليس بعد وصولهم ولكن قبل مغادرتهم بلدانهم من خلال تقارير طبية إذا ثبت عدم صحتها تكون هذه الدولة مسؤولة مسؤولية مباشرة أمام المسلمين عامة من خلال منظمة التعاون الإسلامي .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button