منذ بزغ فجر التاريخ والمرأة مقرونة بالعطاء والمؤازرة والإيثار، وعلى مرّ العصور وإلى يومنا هذا شهدت الأحداث أسماءً لنساءٍ شهد الدهر بفعالهنّ وتفردهنّ.
ولاشكّ أن ديننا الحنيف كان نسيجَ وحده في تكريم المرأة وإعلاء منزلتها و حفظ حقوقها و تشريع الأحكام التي ترعى كيانها وعفتها وطهارتها؛ لتؤديَ مهمتها الفطرية فتربي الأجيال وتمدّ الأمم بالسواعد البانية لحضارتها، بل وتشارك في تشييد هذا البناء بشكلٍ أو بآخر.
وقد حظيت المرأة السعودية على اختلاف الحقب بما لم تحظَ به أخريات من بنات جنسها، فنالت نصيبها من التعليم ولمعت في مختلف التخصصات، مرورًا بالعهود الزاهرة ووصولاً إلى عهد التمكين والتجديد المتدرّع بالقرارات الرصينة والمواكب للرؤية الطموحة (2030)، وإتاحة الفرص، وإفساح المجال الرحب، نُسخت بواقع التمكين والقيادة والريادة والثقة، بل باتت المرأة السعودية ترسًا أسهم في تسريع حراك التطور التنموي المستدام.
ونتيجةً لما أحرزته المرأة السعودية من نجاح على الصعيدين العالمي والوطني، وضمن سلسلة من الحقوق التي نالتها عن جدارة واستحقاق، اختيرت الرياض عاصمةً للمرأة العربية (2020) لتوثيق هذا التحول المثمر ودعمه وتأصيله.
وفي غضون احتفاء العالم باليوم العالمي للمرأة يبرز دور الكوادر الوطنية النسائية في خدمة الحرمين الشريفين التي امتدت عقودًا محملةً بأكاليل شرف خدمة بيت الله ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام، طوال أعوام شهدت لها أروقة المسجد الحرام وأساطين المسجد النبوي بالتفاني والعطاء المتميز واستشعار وقدسية المكان وعظمة المهام، منذ بدأ العمل النسائي في الحرمين وحتى وقتنا الحاضر الذي تميز عن كل المراحل بالتطور والنموذجية والارتقاء بالمنظومة الخدمية، بتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز السديس و دعمه الحريص على أن تتبوأ المرأة في الحرمين أعلى المناصب القيادية؛ تحقيقًا لمستهدفات التحول الوطني والرؤية الطموحة وليكون ذلك عونًا لها على تقديم أفضل الخدمات لأخواتها قاصدات بيت الله الحرام.
وعبّر المنسوبات من جانبهن: أن المتأمل يرى بوضوح وجلاء ما وصل إليه العمل النسائي في المسجد الحرام وما بلغه من شأن بالدعم المذكور وبما أولته سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون النسائية الدكتورة فاطمة بنت زيد الرشود من عناية واهتمام بالشطر النسائي في قصة نجاح سطرتها مع فريقٍ كفوء متميز معطاء بتكاملٍ وتجرّد مخلَص لخدمة بيتٍ الله العتيق على مدى أعوامٍ، تطورت فيها المنظومة وتوسعت الرقعة الإدارية والخدمية والتوجيهية والإرشادية والعلمية والتقنية، بجهودٍ تذكر فتشكر أسست لما بعدها من مراحل الخير والنماء التي تواصل مسيرها نحو الازدهار في الوقت الراهن.
وكيل الرئيس العام للشؤون النسائية في يوم المرأة العالمي