لكل أمة رجالها الأوفياء ، قاموا بخدمتها فبقيت آثارهم شاهدة لهم ، فهم في تحقيق الآمال مستمرون .
ومن الأوفياء للوطن المثقفون ، فكلما أراد الوطن المضي قدمًا اهتم بالمثقفين لأنهم يمثلون الركن الأكبر في البناء الحضاري واحياء التراث التاريخي .
فالثقافة من المكتسبات الإنسانية والتي يحصل عليها الأفراد من البيئة الفكرية التي يوجدون فيها ، فحافظت الثقافة على كافة أجزاء المجتمع المكون للحضارة.
فلما كانت الثقافة من مرحلة إلى مرحلة ، فإن لكل مرحلة جيل يقوم بالتعامل مع الثقافة تعاملًا يجعله يحمل اسم المثقف ، فيشار اليه بالبنان ، ويخلد اسمه في ديوان الفصاحة والبيان .
وعندما نقف على حاضر المملكة العربية السعودية اليوم ، نجد أن ساحتها الواسعة يوجد فيها جهابذة من المثقفين البارزين بشتى أنواع الثقافة ، أدباء وإعلاميون ومؤرخون كلهم في التوعية الشاملة لبناء جسر العلم والمعرفة .
ومن بين المثقفين البارزين السعوديين الكاتب والشاعر والمحلل السياسي والمفكر المتفنن الأستاذ صالح جريبيع الزهراني ، صاحب القلم والبيان ، وجودة الفكر والإبداع ، من إذا نظم الشعر أجاد، فهو في الإعلام بارع ، وفي التأليف متقن ، استطاع أن يكون هو من يمثل الطبقة الثقافية السعودية في عصرنا .
عرفته كاتبًا على الصحف السعودية اليومية ، شاهدته محللًا سياسيًا على الفضائيات ، جعل الله في قلبه السكينة والطمأنينة عند الحديث ، فالمعارض له يعطيه حقه فيما يعتقده دون أن يكرهه في اتباع رأيه ، وهذا هو دور المثقف الماهر ، أن يعلم أن الثقافات تتعدد ، والمفاهيم تختلف ، لأن البشر ليسوا على درجة واحدة .
وأنا شخصيًا ممن تأثروا به فيما يكتبه يوميا ، حيث يحمل خواطر وافكار تعالج قضايا المجتمع بأسلوب أدبي يجعل المتذوق للغتنا العربية الخالدة يتأكد على أنه من أفصح أدباء عصرنا .
وما شاهدناه في الأسبوع الماضي عند افتتاح منزله الجديد ، حضور جمهور غفير من الامراء والوزراء والأدباء والإعلاميين ورجال الأعمال كلهم في ضيافته ، هو أمر يعزز مكانته في نفوس المجتمع السعودي ، وأن دوره دائما يشهده القاصي والداني .
فعندما يجمع الله في قلب إنسان حبه لوطنه ، والوطن يحبه يجب الشكر على المنعم ، لأن (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )
سلمت يداك صالحنا ، وقوي لسانك شاعرنا ، فأنت حبيبنا ، واسمك في نفوسنا .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا